الأتيكيت… رقيّ وفنّ

الوحدة 29-9-2020

 

الأتيكيت هو إظهار السلوك البالغ التهذيب والصفات الحسنة بين الأفراد في المجتمعات، ويمثل آداب السلوك والمعاشرة وفن الحياة الراقية وممارسة الحياة اليومية بأفضل السبل وأكثرها رقياً وجمالاً في التعامل الاجتماعية والرسمي والحديث والملابس والحفلات والمقابلات والزيارات، علم له قواعده وأصوله المكتوبة المحددة، وهي كلمة فرنسية الأصل يقابلها في العربية (آداب السلوك) بمعنى مجموعة من المبادئ والقواعد التي تنظم التعامل في مختلف مناحي الحياة، وقد عرف المجتمع المصري فن الأتيكيت والمراسم والبروتوكول منذ العصر الفرعوني.

الأتيكيت مهم أثناء التعامل مع الآخرين ويعبر عن احترام الشخص ورقيه وحسن تصرفه حين مقابلة ولقاء والسلام على الآخرين وعند تناول الطعام والدخول إلى الأماكن العامة وغير ذلك من السلوكيات التي يجب اتباعها، وهو ضروري للحفاظ على مشاعر الناس ويشعرهم بقيمتهم واحترامهم دون تجاوز الحدود الاجتماعية والأخلاقية، كما ويترافق مع مفهوم الجمال حيث يجب على عارضات الأزياء وملكات الجمال أن يتحلين به لأن الجمال ليس أناقة ورشاقة فقط، بل في التصرف الحسن الراقي.

الأتيكيت ممارسة يومية تنتقل من الأسرة إلى الأبناء بدءاً من آداب المائدة واجتمعا الأسرة بكاملها على مائدة الطعام ولو مرة واحدة في اليوم لتعزيز الترابط بين أفرادها، كالتزام الصمت وعدم التحرك كثيراً وإصدار أصوات مزعجة وعدم التكشير والإتيان بحركات معيبة وعدم زجر الأطفال أمام الضيوف، وكيفية التعامل مع شريك الحياة والاحترام المتبادل بين الزوجين واعتناء كل منهما بالآخر واحترام حالته النفسية وهما من طقوس الحياة اليومية التي لها تأثير مباشر على الحياة العاطفية وضمان استمرارها، واحترام خصوصية الشريك وطرق الباب قبل دخول غرفته وإلقاء التحية عليه قبل الانصراف وسؤاله إن كان يريد شيئاً وعدم التفتيش في محفظته وهاتفه وأوراقه وإعادة أغراضه إلى مكانها وعدم العبث بها، والاعتذار عند الأخطاء وعدم الإكثار من اللوم والبوح بالحقائق والصراحة وعدم الكذب، وتقديم النصائح بدون تعال ومشاركة الطرف الآخر همومه وأفراحه وأحزانه وتوزيع العمل الأسري بينهما لتخفيف الأعباء عليهما وعدم افتعال المشكلات ونبش الأحداث الماضية كي لا تتجدد الآلام، والعفو والتسامح وعدم تسفيه الشريك أمام الناس والعمل على تأمين راحته ومخاطبة الآخر بالألفاظ المحببة إلى قلبه.

المبالغة والتصنع الزائد يفسد الأتيكيت وأغلب الناس يفضلون التعامل على سجيتهم دون التقيد بقواعد جاهزة محددة مسبقاً، وحسن السلوك والتصرف والتعامل بشكل لائق وبطريقة رسمية لبقة مطلب اجتماعي يختلف الالتزام به والقناعة بأهميته من شخص إلى آخر، وما نلاحظه حالياً طغيان الممارسات السلبية على سلوك الكثير من الأفراد والجماعات وخاصة في المجتمعات التي تهتم بالمظاهر على حساب المضمون… علينا تقديم كل ما يريحنا ويريح الآخرين والانتباه أين نخطئ وأين نصيب، وكيف نشعر بالآخر وتجنب ما نكرهه أو نمقته لغيرنا، وجبر الخواطر بكلمة طبيبة تفتح دروب الأمل المتعثرة وخاصة في ساعات الضجر والملل والغبن واليأس والمرض، وبات ضرورياً تعديل وتحسين وتهذيب المتوارث من السلوك والعادات لتلاءم تطورات الحياة وإيقاعها المتسارع.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار