فوائد اقتصادية وبيئة عظيمة للغابات وتأثيرات سلبية لحرائقها

الوحدة: 28- 9- 2020

 

تحدث في كل عام وفي نفس التوقيت حرائق مقصودة أو غير مقصودة وقد التهمت هذه الحرائق غالبية اللون الأخضر الذي نحن بحاجته لما له من فائدة على غاباتنا الجميلة التي تشكل أولاً منظراً رائاعً وثانياً مصدر فائدة عظيمة و إيجابية على البيئة.

ولمعرفة الأثر السلبي لهذه الحرائق على جميع مناحي الحياة التقينا الدكتور رياض قره فلاح  أستاذ علم المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة تشرين الذي قال:

حصلت معظم  الحرائق  ليلاً حيث تكون الرياح هادئة والحرارة منخفضة وهذا يعكس جهل  البعض سواء عن قصد أو غير قصد، فالبعض ممن يريد التوسع بأرضه أو الحرق من أجل التفحيم يشعل الحرائق في هذه الأوقات مرتكباً ما  يندرج تحت مسمى جريمة كوننا بأمس الحاجة اإلى وجود هذه الغابات فهي ليست مصدراً اقتصادياً فقط بل هي تراث طبيعي ومن المعالم السياحية لأنها مكان ترفيهي ومقصد للسياحة وقد تكون وصلت الحرائق التي حصلت إلى أماكن سياحية ومراكز دينية يقصدها الكثيرون، وإن العبث بهذه الغابات أو إزالتها بهذه الطريقة يعتبر أمراً يعيد تشكيل المناخ والجغرافيا وزيادة الاحتباس الحراري لأن ثلث انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بشرية المنشأ وسببه إزالة الغابات.

كما أن للغابة دوراً مهماً في التوازن البيئي ومنع تدهور التربة وتآكلها والحفاظ على خصوبتها من تأثير الشمس والأمطار، حيث أن حرائق الغابات تؤدي إلى اضطرابات الحرارة والشروط المثالية لحياة الكائنات في الغابة وربما انقراضها حيث تتعرض التربة مباشرة لأشعة الشمس التي تأكلها وبالتالي تتعرض للجفاف.

وأضاف الدكتور رياض أن غابات اللاذقية هي أكثر مساحة غابية في سورية ويعيش فيها (225) نوعاً حيوانياً، مبيناً أن الحرائق التي حصلت قد تتسبب في هروب هذه الحيوانات إلى أماكن أكثر أماناً ومن الممكن أن تنقرض وأي خلل بيئي سيؤثر في كل موجودات الغابات وسيحرق الأخضر واليابس مؤكداً أن الوعي مطلوب للحفاظ على الغابة فأي سلوك  بسيط يؤدي إلى نتائج كارثية وقد تتعدد الأسباب ولكن الكارثة واحدة، ولن ننسى التعب والجهد الذي بذله رجال الإطفاء الذين تواصل ليلهم مع نهارهم لإطفاء هذه الحرائق ولم يتوانوا في العمل حتى تتم عملية الإطفاء فكل الشكر لهم ولعملهم.

وختم  الدكتور قره فلاح بأننا بحاجة إلى خطط مدروسة بالشكل الأمثل للحفاظ على غاباتنا وحمايتها من الحرائق مؤكداً أن المسؤولية في تحقيق هذا الهدف تقع على الجميع وعلينا العمل جميعاً لتشجيع كل شخص  لزراعة ولو شجرة أمام منزله على الأقل وتفعيل  المحاسبة لكل من يتعمد إشعال الحرائق إضافة إلى العمل على إنشاء طرق النار وخاصة في المناطق الصعبة وإيجاد طائرات خاصة بإطفاء الحرائق وأن يتم الانتساب إلى منظمات عالمية تساعد وقت الحاجة مع تفعيل عمل المبادرات الجماعية لزراعة كل مكان حصل فيه حريق لأن غاباتنا ثروة حقيقية ودورها هام في التوازن البيئي ونحن بأمس الحاجة له، إضافة إلى إطلاق حملات توعية في جميع الأماكن لأن للغابات دوراً هاماً في تنقية الجو حيث  يمتص كل هكتار من الغابات (4) أطنان من غاز ثاني أوكسيد الكربون ويطلق (5) أطنان من غاز الأوكسجين وهو ما يجعلها تستحق اكل الاهتمام.

أميرة منصور

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار