أطفالنا في مدارسهم.. بالوعي والالتزام بالإجراءات الصحية يمكننا تجاوز أزمة الكورونا

الوحدة 24-9-2020 

 

تشكل المدرسة المكان الأول الذي تنطلق منه جميع المراحل التعليمية بتدرجاتها المختلفة، فهي البيئة الحاضنة والتربة الصالحة لاستقبال الغراس الغضة التي تطمح لبلوغ أعلى درجات العلم والمعرفة، ولكي تؤدي المدرسة دورها التعليمي والتربوي على أكمل وجه كمؤسسة تربوية هامة وصرح تعليمي شامخ وتكون النور الذي يضيء الطريق للطلبة والتلاميذ على اختلاف مراحلهم التعليمية، لا بد أن تلقى منهم الحرص والاهتمام بنظافتها إلى جانب اهتمامهم بدراستهم وتحصيلهم العلمي، واليوم وبعد إعادة افتتاح مدارسنا في ظل انتشار جائحة الكورونا، فإن نظافة البيئة المدرسية سلوك هام يجب أن يغرس في سلوك الطلبة وأخلاقهم، لتكون هذه البيئة المكان الأول والحضن الآمن الذي يحتضن الحياة التعليمية ويسير بها نحو غاياتها المنشودة بالشكل الأمثل، فكيف ينظر طلبتنا وتلامذتنا إلى دورهم في الحفاظ على نظافة مدارسهم وما هو دور الإدارة والمدرسين والمنهاج الدراسي في ترسيخ مفهوم النظافة كقيمة أصيلة وسلوك أخلاقي يُترجم بشكل حضاري على أرض الواقع؟ جريدة (الوحدة) قامت باستطلاع بعض الآراء من الطلبة والكوادر التدريسية والإداريين، فكانت الآراء الآتية..

 السيد عمار يونس، مدير مدرسة قال: في ظل الظروف الراهنة فإن نظافة البيئة المدرسية تعد أولوية أساسية من أولويات العملية التدريسية وذلك من أجل توفير بيئة مدرسيّة نظيفة وصحيّة للطالب والمعلّم – على حد سواء – ومسؤوليتنا كهيئة تدريسية هي توعية الطلاب بأهميّة المحافظة على النظافة، بمساعدة الارشاد الاجتماعي في المدارس من خلال استهداف طلاب المدرسة بجلسات توعيّة بأهميّة هذا الأمر، مع التركيز على اختيار مجموعة من الطلبة كلجان للنظافة، كما يقع على عاتق الطلاب النسبة الأكبر في المحافظة على نظافة المدرسة، وذلك لكونهم الفئة الأكبر عدداً في المدرسة، ويمكن للطلاب المحافظة على نظافة المدرسة من خلال المحافظة على نظافة الباحة المدرسية، والابتعاد عن رمي مخلّفات الطعام والأكياس الفارغة فيها وكذلك المحافظة على نظافة دورات المياه وغرفة الصف وأثاثها وجدرانها، من خلال التزام كل طالب بنظافة مقعده، وتعد المحافظة على النظافة الشخصية للطالب جزءاً لا يتجزأ من المحافظة على نظافة المدرسة.

السيدة راغدة ديب، مدرسة علوم قالت: مع انتشار الكورونا يجب أن يكون الاهتمام بالوقاية منه في أعلى درجاته، وذلك باستخدام وسائل التعقيم والتباعد الاجتماعي والحرص على النظافة الشخصية والنظافة العامة التي تعد من السّمات والصّفات التي تميّز المجتمعات الرّاقية المتقدّمة، وتكمن أهميّة النّظافة في المدرسة في أنّها تعلّم الطّالب القيم والسلوك الجيد، فحين يتعلّم الطالب أن يكون نظيفًاً محافظًاً على مقعده وقاعة صفّه ومدرسته فإنّه يتعلّم بذلك سلوكاً راقياً يرفع من قيمة الإنسان في المجتمع، ومن أهميّة النّظافة في المدرسة كذلك أنّها توفّر بيئةً نظيفةً صحيّة للطّلاب يستطيعون أن يتعلّموا فيها بصورةٍ صحيحة، وأن يمارسوا ألعابهم وهواياتهم في أوقات الاستراحة والنّظافة في المدارس تعد من الطرق الوقائيّة فحين تكون المدرسة نظيفةً بمرافقها، وقاعاتها فإنّ ذلك يساهم مساهمةً مباشرة في حماية الطلّاب من الأمراض والأوبئة، في ظل وجود بيئة نظيفة مريحة لهم .

الطالبة هبة البحري، الصف السابع قالت: عدنا إلى مدارسنا وسط أجواء استثنائية وإجراءات هامة للوقاية من وباء الكورونا، لذلك لا غنى لنا عن النظافة في البيئة المدرسية والتي نحن جزء منها، إذ ينبغي أن نكون قدوة لغيرنا، ويجب علينا نحن طلاب المدارس أن نحرص على تطبيق طرق الوقاية الخاصة بتفادي الإصابة بهذا الوباء وكذلك الحرص على النظافة الشخصية ونظافة المدرسة والمحافظة على ما تحتويه مدرستنا، وأن نحافظ على كتبنا ودفاترنا نظيفة لأن نظافتها وحسن تنظيمها ينعكس على شخصيتنا، وأن نحافظ على مظهرنا نظيفاً مرتباً، حيث أن ذلك كله وبتضافر جهودنا جميعاً لتحقيقه يعود علينا بالصحة والفائدة.

 الطالب هادي الليوا، الصف الثامن قال: كما التزمنا في فترة الحجر الصحي بطرق الوقاية من فيروس كورونا، يجب علينا مع عودتنا إلى مدارسنا أن نلتزم أيضاً بكافة إجراءات السلامة من انتقاله إلينا، ومن هنا يمكننا القول بأن نظافة المدرسة من نظافتنا في البيت فهي بيتنا الثاني ونظافتها يجب أن تماثل نظافته ، فلنحافظ على مدارسنا بشكل مستمر، ابتداء من الباحة مرأة المدرسة وذلك بعدم إلقاء النفايات والأوراق في باحة المدرسة وممراتها، وكذلك يجب علينا المحافظة على نظافة الصف أثاثه، جدرانه،… ولنعمل جميعاً يداً بيد من أجل تنظيف بيئتنا المدرسية. الطالبة ريم غريب، الصف الثامن قالت: على الرغم من انتشار الوباء عالمياً، لكننا بالوعي والالتزام بالإجراءات الصحية فإنه يمكننا تجاوز هذا الخطر والخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الصحية الممكنة، لذلك فإنه يقع على عاتقنا نحن الطلبة الدور الأساسي في المحافظة على نظافة المدرسة، فالنظافة هي الأساس في تصرفاتنا، فإذا اقتنع الطالب أن المحافظة على نظافة المدرسة مسؤوليته الشخصية، وأن ذلك يعود عليه بالنفع سوف يسعى كل طالب للمحافظة على نظافة مدرسته، فمدرستنا بيت العلم و المعرفة، ولذلك من أبسط حقوق المدرسة علينا نحن الطلبة أن نحافظ على نظافتها ونهتم بإبراز وجهها الحضاري.

بقي للقول : مدرستنا.. بوابة العلوم وينبوع المعرفة، المكان الذي ننهل منه علمنا ومعارفنا ونستقي منه مهاراتنا وخبراتنا التي نوظفها في مواقفنا الحياتية المختلفة.. لذلك فإن من أبسط حقوقها علينا أن نحافظ على نظافتها ونظافتنا فيها وأن نعمل بكل جدية على ترسيخ مفهوم النظافة في حياتنا اليومية كقيمة أصيلة وسلوك حضاري وأن نتمثل هذا السلوك في تصرفاتنا – خاصة في ظل انتشار وباء الكورونا – فالمدرسة ونظافتها ركيزة أساسية وقاعدة هامّة يجب أن ترسخ لدى الجميع ، لتكون حديقة للمعارف يقطف منها الطالب ثمار جهده ويتمكن من المشاركة الفعالة في بناء مجتمعه بشكل حضاري.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار