رغيف الخبز في محاضرة بطرطوس

الوحدة: 20-9-2020


 

كما الإنسان بروح وجسد، كذا هي سنبلة القمح روح جسدها الأرض..

السيد الأول متصدر  الموائد، والرفيق الأبدي للبشرية منذ أن طحن القمح وعجن بالماء وصار خبزاً أصبحت عرى العلاقة بينهما وطيدة، فلا أمراء القمح ولا ملوك المخازن ولا مالكي آبار النفط بقادرين على فك رابطة الصداقة بينهما، وكان الخط الأحمر المرسوم تحت مرادفة (الخبز) لهم دائماً بالمرصاد…

بالأمس القريب كانت سورية تتصدر دول العالم بضخها آلاف الأطنان من قمحها القاسي والفريد من نوعه لبلدان أنهكتها الحروب والانقسامات، ودائماً كان الرهان على قوتها من محاصيل قمحها.

اليوم.. وبعد مرور عقد من حرب حقنت البلاد بأقذر الأزمات، وأفرزت حروباً بشتى مفاصل الحياة المعاشة وصلت حد لقمة الخبز، اتجه الغيورون على البلد والولد، من أهل العلم والفكر، باستنهاض همم من له اليد الطولى بتقويم الاعوجاج الحاصل بمعظم قضايا الناس ومرافق الدولة ولاسيما رغيف الخبز…

في ظهرية اليوم وبمحاضرة للدكتور ياسر قرحيلي بالمركز الثقافي العربي في طرطوس عن الآثار السلبية الناتجة من تكرار خبز العجين الراجع للحصول على رغيف الخبز، حيث قدم لنا أجوبة وحلول جذرية عن تساؤلات تتبادر لذهن المواطن المستهلك منذ سنين… لماذا معظم أفران الدولة لا تتقيد بالمعايير الدقيقة والصحيحة في صناعة رغيف الخبز؟ سؤال بدوره يقودنا للتساؤل اليومي للمواطن: لماذا رغيف الخبز سيئ؟ السؤال المطروح والمتواتر على لسان العامة، والذي جوابه ليس بالمعضلة المعقدة..

المشكلة الأساس بعلم المحاضر تكمن وتبدأ من نوعية حبة القمح بسنبلتها والتصميم المعتمد من قبل الدولة لخطوط الإنتاج غير المعدة أصلاً لقمحنا القاسي مروراً بعملية تنقية القمح من الشوائب وطحنه إلى تعرضه لنسبة رطوبة وحتى حموضة غير متناسبة يجب توافرها واعتمادها من خلال أجهزة اختبار وقياس خاصة بتكوين قوام العجين وصولاً لتأمين مادتي الجلياتين والجلوتين بنسب محددة ومحدودة تكون الأساس في عملية خبز العجينة، ليطرح بعد ذلك المأمول في المستقبل القريب في الإبقاء على رغيف الخبز طريا لمدة سبعة أيام بلياليها طرياً وقابلاً للطي واللف وذلك بإضافة بعض المحسنات، وحمض الاسكوربيك (فيتامين C) الصحي نتيجة خواص فيزيولوحية فعالة وقيمة…

الهدف الرئيس من هكذا ندوات ومحاضرات إيصال رسالة للنافذين في دوائر الدولة وجوب ربط العلم بمفاصل المجتمع وتقوية دور الجامعات السورية بنخبها وكفاءاتها العلمية ومخترعيها تواجه بهم أقوى وأعتى الدول علماً وفكراً وتفعيل مراكز تدريب العاملين، وتأهيلهم في كافة قطاعات الدولة لتجنب الحد الأدنى من الأخطاء الحاصلة وخصوصا فيما يتعلق بلقمة العيش..

دونه لن تكتمل مائدة… ننتظره دوماً قبل كل شيء… لذا وجب الدفاع عنه لكي يبقى مدعوماً ومصنوعاً من قمحنا، مولوداً من تراب وطننا، مغموراً بعرق جباه فلاحينا الكادحين..

نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار