الوحدة 15-9-2020
في بيت ريفي دافئ، في إحدى قرى الشيخ بدر، أم سهر التي تحتضن بنتيها: سهر وروز بعاطفة الأم وتفاني الأب وذلك بعد استشهاد والدهما في معارك دمشق، الشهيد إياد كامل عباس، الذي رحل جسداً وبقي في قلب زوجته وبناته، وهي تقوم بدور الأم ودور الأب في تأمين كل مستلزماتهما رغم قساوة الظروف ووجع الحياة.
هلا علي أبو عبيد أم سهر تقول: أحاول أن أعيش مع بناتي دون حزن وصورة زوجي حية ولن تموت، يعيش معنا في كل يومياتنا، استشهد في ١٧/٣/٢٠١٨
ولديَ ابنتان نعيش معاً في بيت أهل زوجي الريفي البسيط، حصلت بعد استشهاد زوجي على رخصة كشك فكان فرصة لتأمين حياتي مع بناتي، أبيع فيه الفخاريات والسلل اليدوية والتماثيل بالإضافة الى التراثيات خاصة أننا في منطقة سياحية مشهورة بالتراثيات، وبعد أن تغيرت الظروف، وبعين تدمع، تقول بصمت: بعد غياب زوجي أصبحت مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة في البيت، تأمين أصغر الحاجيات وأكبرها حتى الغاز ومواد التدفئة ونحن في منطقة باردة، هذه معاناة لا تشعر بها إلا من فقدت زوجها وعميد أسرتها، فأنا الأم والأب.
أما عن عمل الكشك فهو غير مقبول خاصة مع هذا الغلاء وابتعاد الناس عن الكماليات فصارت المهن الحرة سيئة ولا تلبي حاجياتنا.
وأم سهر المرأة القوية الصابرة تقول: الحياة ظالمة، لا مكان للفقير الضعيف والحزن لا يعيد أحبابنا.. بالصبر والحمد نرى الحياة أقل قسوة.
وعن نظرة المجتمع للمرأة: نظرة قاسية لا ترحم، وبعض السيدات استطعن تشويه صورة المرأة المناضلة التي فقدت زوجها خلال هذه الحرب التي سرقت الابتسامة عن شفاه أولادنا.. أحاول ألا أتذكر أنني زوجة شهيد وأرسم ابتسامة على وجهي حتى لا أتعب وأبعد الحزن عن بناتي..
مثلي مثل كل الأمهات بحاجة إلى من يرحمنا في أجور النقل لتأمين بناتنا إلى المدارس، هناك معاناة خلال الشتاء في أجور النقل، الغلاء ينهش عظامنا دون رحمة
وتابعت: نحن محكومون بالأمل هذه العبارة أرددها دائماً، بدأت بترميم بيتي من تعويض استشهاد زوجي ولن أتشاءم ولن أقبل أن أسمح للدموع أن تحرم أولادي السعادة، والموت حق.. ولنا الحق أن نعيش.
نحن أسر الشهداء رعاية أولادنا واجب وليست حسنة، العمل شرف والحياة امتحان لن نقبل الهزيمة ونحن نقاتل لنعيش بكرامة.
زينة وجيه هاشم