كاميرات الموبايلات حولت التصوير إلى مهنة لمن لا عمل له.. لطفي الأسد: أجورنا لا تتناسب وتكاليفنا وجهود لضبط المتطفلين على الحرفة

الوحدة: 14- 9- 2020

 

يجتمع الفن مع العلم والخبرة في مهنة التصوير التي شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً بفعل منجزات التكنولوجية التي حولت هذه المهنة إلى مهنة من لا مهنة له بعد أن كانت مقصورة على مجموعة من المصورين المحترفين وهو ما أثر سلباً على مصدر عيش هذه الفئة الاجتماعية وخصوصاً من لم يواكب منها نتائج هذا التحول التقني الكبير.

ولمعرفة واقع هذه المهنة في الماضي والحاضر وهموم العاملين فيها التقينا لطفي الأسد رئيس الجمعية الحرفية للمصورين باللاذقية الذي فصل لنا ما شهدته هذه الحرفة من تطورات في العمل وأدواته على مدى العقود الماضية التي انتقل فيها التصوير من تقنية الأبيض والأسود إلى الملون وصولاً إلى المرحلة الراهنة التي حلت فيها عدسات الموبايلات وكاميرات الديجتال محل آلات التصوير ومختبراتها والتي أدت إلى إحداث تأثير سلبي على عمل المصورين التقليديين.

ويستذكر الأسد وهو الذي بدأ العمل في هذه المهنة منذ كان في الصف الخامس الابتدائي حيث كان يرافق والده المصور المعروف محمد راتب الأسد عضو الجمعية الحرفية للمصورين ويعاصر عمه المعروف في عالم المهنة المصور مصطفى الأسد – يستذكر العمل أيام الأبيض والأسود وتركيب الخلطات في غرفة عتمة التحميض والتي كانت تحتاج إلى حرفية عالية لا يمتلكها إلا من مارس المهنة وامتلك الخبرة الواسعة في عالمها مؤكداً أن واقع التصوير تغير بعد دخول التصوير الملون في المرحلة الأولى ثم عالم كاميرات الموبايلات والديجتال والتي أحدثت نقلة نوعية هامة في مجال المهنة التي توسع عالمها وأضحت منتشرة على نطاق واسع ولا تقتصر على فئة امتهنت التصوير وجعله مصدراً لرزقها بعد أن أصبحت ممارسة المصلحة لا تحتاج إلا سوى لامتلاك عدسة موبايل لالتقاط الصور وبعد أن أضحى طباعة الصور موضة قديمة لا يلجأ إليها إلا القلة من الناس.

محاولة تنظيم وضبط

وفيما أشار الأسد إلى عقابيل هذه الحالة على المهنة فقد لفت إلى أن التقانة أتت بالكثير من الأشياء الإيجابية على التصوير الذي أضحى الكمبيوتر فيه أداة رئيسية لمختلف مراحل العمل مؤكداً أن الجمعية الحرفية للمصورين تحاول من خلال عملها ضبط أمر الفوضى الذي يعيشه السوق وذلك من خلال رفع اقتراح بحصر عمل التصوير بمن يملك البطاقة حرفية وهو الأمر الذي بدأ تطبيقه في حلب وينتظر أن يعمم على باقي المحافظات وذلك في  خطوة لتنظيم عمل المصورين الجوالين والتزامهم بالانتساب إلى الجمعية الحرفية التي يترأسها الأسد في اللاذقية منذ عام 2005 حيث كان وقتها أصغر رئيس جمعية حرفية في القطر .. تلك الجمعية التي تقدم لمنتسبيها الكثير من الخدمات مثل منح شهادات الخبرة والتأمين الصحي وخدمات صندوق التقاعد والتواصل مع المالية والبلديات لحل مشاكل الحرفيين المتعلقة بالضرائب والرسوم والخدمات وكل ذلك وفقاً للإمكانات المتاحة.

تأثيرات الظروف الراهنة

وأما بالنسبة لانعكاسات الظروف الراهنة على المهنة قال الأسد بأن التصوير تأثر كغيره من المصالح بالتذبذب في أسعار الصرف والذي أدى إلى ارتفاع أسعار على مستلزماته المستوردة في أغلبها والمرتبطة بأسعار القطع الأجنبي وهو الأمر الذي ترك أثره على الأجور التي يتقاضاها المصور والتي باتت مرتفعة نسبياً وإن كانت دون المستوى المطلوب وهو الأمر الذي أدى إلى التأثير على الإقبال على التصوير الذي أضحى من يعمل به ذو دخل قليل بعد أن تحولت مهنته إلى مهنة كمالية غير ضرورية كما كانت في الماضي وبعد أن حلت كاميرات الموبايل محل كثير من الأعمال التي كان يمارسها كتحميض الأفلام وتأجير الكاميرات وتصوير المناسبات وهي الحال التي أدت إلى وضع الكثير من المصورين على قائمة المنتظرين للفرج وجعلت العمل محصوراً على فئة من المصورين الذين يملكون رأس المال الذي مكنهم من شراء التجهيزات التقنية المرتفعة الثمن والتي يتطلبها عالم التصوير اليوم

ويضيف رئيس الجمعية مشكلة الارتفاع في الأسعار ليست المشكلة الوحيدة التي يعاني منها أبناء الحرفة بل أن عدم توفر بعض المواد  والمستلزمات يشكل معاناة حقيقية لهم ولاسيما من ناحية لرفع أسعار هذه المواد وبالتالي أجورها التي بقيت دون مستوى الارتفاع الذي تشهده مختلف المواد والسلع المطروحة في الأسواق وهنا يستشهد الأسد بالقول عندما كنا نتقاضى 100 ليرة أجار لصور الهوية كنا نشتري بهذه القيمة عبوة زيت أما الآن فإن تقاضي 200 ليرة لهذه الخدمة لا يكفي لشراء تلك العبوة وقس على ذلك وفي الحديث عن الأسعار قال رئيس الجمعية بأن  التسعيرة الحالية لصور الهوية هي 600 ليرة سورية كاشفاً عن تسعيرة جديدة ستصور قريباً ترفع تلك الأجرة إلى 1950 ليرة  أما أجور الحفلات فبيّن الأسد بأنها تتراوح  ما بين 50 ألف إلى مليون ليرة سورية وذلك وفقاً للزبون ونوعية الطلب علماً بأن من يتقاضى المليون يستخدم في عمله آلات تقنية تصل قيمتها إلى العشرات من الملايين وهي التجهزيات التي لا تتوفر إلا لدى عدد قليل من الأستديوهات التي تتناسب الأسعار التي تأخذها مع التقنيات التي تستخدمها  بعد الإشارة إلى أن تحديد تلك الأسعار يتحدد د من خلال الاتفاق ما بين  المصور والزبون ووفقاً للطلب الذي يطلبه الزبون.

 هموم ومعاناة

 ويلفت رئيس الجمعية إلى جملة من الهموم الأخرى التي تربك العاملين في المهنة وأهمها ارتفاع أجور المحلات والتي لا تقل عن 100 ألف ليرة وذات الأمر بالنسبة لأجور العمال التي لا تقل عن 100  ألف ليرة

للمصور  المحترف أضف إلى ذلك الضرائب والرسوم وأجور الكهرباء والمواد الأولية اللازمة للعمل كالحبر والورق والكرتون والتي باتت أسعار تتغير بين يوم وأخر وفقاً لأسعار الصرف مشيراً إلى سعي الجمعية التي ينضوي في ظلها نحو 33 حرفياً لتنظيم المهنة وضبط  المتطفلين عليها من المصورين غير النظاميين وذلك من خلال تنظيم الجولات على محلات هؤلاء وإلزامهم بالانتساب إلى الجمعية التي تعاني من قلة مواردها نتيجة للأوضاع التي تعانيها المصلحة منوهاً بالدعم الذي يقدمه اتحاد الجمعيات الحرفية باللاذقية لعمل الجمعية المتمثل في إزالة كافة عقبات العمل وتوفير متطلبات  المهنة من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة.

نعمان أصلان

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار