الكورونا تنهزم !!

الوحدة: 14- 9- 2020

 

كل الحديث اليوم عن كورونا, وافتتاح المدارس بين معارض ومعارض.. فالخوف على الطفولة سبب رئيسي..

وبينما يلعب الأطفال كل النهار في الشوارع, والحدائق إن وجدت, وعلى الأرصفة منذ الصباح الباكر, وحتى آخر نفس لهم.. يقلق الأهالي, وخاصة النساء اللواتي يبرعن بفن الحديث, وهن ينفخن النرجيلة, ويضعن الرجل فوق الأخرى كالملكات..

في حديقة عامة تحول ركن منها إلى (مستثمرة) توزعت الطاولات, والأراكيل, والمتة والأطفال بينهم.. يبكون, أو يضحكون.. يصرخون.. ولا أحد يكترث حتى تظن أنهم لا يسمعون, أو لا علاقة لهم بهؤلاء الأطفال.. ثم تعرف متأخراً أنهم فلذات الأكباد!

الكل مشغول بالحديث عن الكورونا, وافتتاح المدارس.. وبينما الشوارع تعبق بروائح القمامة المتروكة تحت الشمس, والحر الشديد.. قمامة تنشر ما تفننت في صنعه الأيادي الماهرة.. ترميها ساعة تشاء.. لا ضابط, ولا وقت للعمل الذي أثمر تلوثاً يقضي على الأنفاس..

إذا أردت أن تمشي في شوارع طرطوس ليلاً لا بد أن تلبس كمامة.. لا خوفاً من الكورونا بل حرصاً على أنفاسك خاصة إذا حالفك الحظ, وصادفت سيارة جمع القمامة مبعث الروائح, والقلق…

هذا الحديث الممل طرحناه مرات ومرات عبر منبرنا الحزين اليوم, وكتبنا الزوايا, ولقطنا الصور لحاويات تئن بحملها, وأماكن  تحتاج لمعين, ولضمير حي..

ولم يحرك ما كتبناه ساكناً سوى أنه تم تبديل الحاويات عند المتحف مثلاً إلى شاحنة ثابتة تجمع ما كانت تجمعه الحاويات الثلاث!

لماذا وما الهدف؟ لا ندري.. المهم أن الشارع الهام تحول إلى معبر إجباري للمضطر يسرع الخطى, وهو مغلق أنفه بالأصابع ريثما ينجو..

أما الحجة: لا توجد سيارات لجمع القمامة..

في طرطوس كلها ثلاث سيارات فقط هي منبع للتلوث, ولنشر الروائح الكريهة حيث تمر.. عمال البلدية المتعاقدون معها أوهام وخيالات.. من يعمل منهم يقف عاجزاً أمام تلال الأوساخ المرمية عشوائياً في كل مكان, وهو المسؤول عن جمع قمامة حي بأكمله تركت مبعثرة في كل مكان لتأتي السيارة العظيمة تمر مسرعة تأخذ حصة منها وتترك الباقي …

الحلول هنا ليست مركزية.. الحلول تحتاج لضمير, ووجدان ولعقاب وحساب, ولمعجزة..

إذ قد يندثر وباء الكورونا العالمي, وقمامة طرطوس معجزة لا تندثر, تنافس جمال البحر, والجبل وتنجح بقوة!

سعاد سليمان

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار