طوابير البنزين .. أزمة مفتعلة أم واقع صعب؟

الوحدة: 14- 9- 2020

 

قد يصلنا اللوم على ما سنقوله, وبغضّ النظر عن الجهة التي قد توجّه إلينا هذا اللوم, لكن الواقع على الأرض وفي جميع المحافظات لا يسرّ أحداً..

مّرة نتحدث عن (ازدهار) حركة السياحة, ما يفرض استهلاكاً أكبر للبنزين, ومرّة أخرى نعيب على المواطن (تدافعه) من أجل الحصول على مخصصاته, وأخرى نقدّم (حلولاً) نصّر على أنّها ناجحة مع أنّها تحمل معها كلُّ مقومات فشلها, ولن يكون آخرها التغيرات على استخدام البطاقة الذكية, ولا تصنيف السيارات وحرمان بعضها من (الدعم)…

المساواة في الظلم عدل.. ربما أصبحنا نمنّي النفس بهذا الظلم العادل..

حتى نجنب أنفسنا الوقوع في (الخطأ), من أين يحصل صاحب محل سمانة على (5) بيدونات بنزين بشكل يومي تقريباً, ويبيعها بـ (الليتر) لأصحاب وراكبي الدراجات النارية..

لا تسألوني عن اسمه ومكانه لأني لن (أقرّ) والمشكلة ليست فيه, وإنما بمن يشاركه أرباحه, ويؤمن له هذه الكميات…

البنزين ليس خبزاً… نتفهّم الفرق بينهما, لكن عندما يخص وسائط النقل (تكاسي) فإنه يتحّول إلى خبز بعيداً عن الاتهامات الموجهة لأصحاب (التكاسي).

لا ننسى كل العناوين الرئيسية التي انبثقت عنها هذه الأزمات, من حرب وإرهاب وحصار, وأعمى بصر وبصيرة, من يتجاهل هذا، ولكن عندما يكون الانتظار بـ (حل رسمي) فمن الطبيعي أن يكون هذا الحل مدروساً, فالمسألة هنا تخص (بلداً) ولا يصح أن نعجن الكلام فيها لنخبز وعوداً, وكفى الله المؤمنين شرّ القتال…

الأهم من أن نعرف ماذا يحدث, هو أن يمتلك أصحاب القرار مقومات الإقناع, وأن يخرجوا إلى الناس بمكاشفات حقيقية (لا تبريرية)..

ما المشكلة أن يتم توزيع مخصصات البنزين دفعة واحدة لكامل الشهر, وبشكل منظم ومدروس وأن يوجه عدد محدد من السيارات إلى كل محطة وفق الكمية المزودة بها, مع تخصيص (كازية على الأقل) بين كل محافظة وأخرى بالنسبة للسيارات العابرة أو الحالات الطارئة..

لن يستطيع أحد أن يأخذ غير مخصصاته (بالطرق الشرعية) ولكن وبدل أن يعطّل (صاحب التكسي) من (6-8) مرات في الشهر من أجل حجز الدور, والوصول إلى مخصصاته يأخذ هذه المخصصات مرة واحدة في عبوات, فيرتاح ويريح!

إن حدث نقص ما في توفر المادة لشهر ما, أين المشكلة في الإعلان الشفاف عن ذلك, وتوضيحه للناس واتخاذ الإجراءات المطلوبة ولو كانت تخفيض الكميات المخصصة إلى حين الانفراج شرط أن يكون هذا الأمر مطبقاً على الجميع بدل أن يستلم البعض كامل مخصصاتهم و(تروح) هذه المخصصات على البعض الآخر؟

إدارة هذا الملف ليست صعبة إلى الدرجة التي تمنعنا من المحاولة, والجرأة في تقديم الاقتراحات لكن (والله أعلم) ربما هناك من (يتلذذ) بمعاناة المواطنين.

لماذا خفّت (ولا أقول انتهت) الزحمة على فروع (السورية للتجارة)؟ السورية للتجارة اتخذت حلولاً جريئة وموضوعية, حركت سيارات مزودة بقارئ بطاقة, ووافق على توزيع مخصصات شهرين دفعة واحدة, وكانت النتائج مقبولة إلى حدّ كبير..

بإمكاننا أن نتعامل مع الوقود بهذه الطريقة, وللسلطات المحلية في كل محافظة أو منطقة دور مؤثر بهذه الحلول, ونحن الآن على أبواب الشتاء بعد صيف قاتل, وإن كانت محافظة اللاذقية على سبيل المثال قد بدأت بتوزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة منذ عدة أيام, فإن مواطنين وفي أكثر من منطقة في محافظة طرطوس أكدوا لنا أنهم لم يستلموا الدفعة الثانية من مخصصات الشتاء الماضي, مع أنهم وعدوا بأن تكون لهم الأولوية بالحصول على مخصصات هذا الشتاء..

ثمة (تعب خفيف) للوحدات الإدارية بإمكانه أن يجنّب المواطنين الكثير الأعباء, ومع هذا فهناك من يتقاعس بأدائه, والمؤكد أن تعاون المواطن مع الجهات المعنية يزيد فرص نجاح الإجراءات وبالتالي تتحسن النتائج..

غانم محمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار