الوحدة: 14- 9- 2020
لن نكرر الأسطوانة إياها، فمهما قلنا ستبقى الورقات (تطفر في الدرب) ونأمل أن تصبح الغيمة (شقراء الهدب) ونخرج من لظى صيف هو الأقسى منذ عقود…
المدرسة، وجهة الآملين خيراً بالمستقبل، وملتقى كل المتطلعين إلى الأفضل… هي موعد خريفي لا يتبدّل… تبدأ فيه عملية زرع العقول بما تحتاجه تزامناً مع بذر الحنطة، ليبدأا الحصاد معاً، ولكل حصادٍ خيره إن شاء الله…
الخوف هذه السنة يزيد أعباء بداية المدارس على الأهالي، و(التطمينات) شبه غائبة، وما يحضر منها غير قادر على الإقناع، خاصة وأننا في مجتمعات (الكبار) لم ننجح بالالتزام بالإجراءات الاحترازية ضد كورونا فهل ننتظر من طفل دون الـ (10) سنوات أن يكون أكثر وعياً منّا؟
نسلّم أمرنا لله (ونعم الوكيل) لكننا لا نعقل ناقشنا جيداً..
رغم كل التعليمات والإعلان عن الإجراءات، وأبسطها ارتداء الكمامة الموزعة مجاناً على الموظفين في عديد دوائر الدولة، إلا أن كثيرين لا يفعلون ذلك، وعندما تسأل إحداهن عن الكمامة، تفتح (جزدانها) وتفتش بين عدة مكياجها عن الكمامة (إنها هنا)!
نبقى في المدارس، ونعرّج على أهمية أن تكون المتابعة جادة لأحوال أبنائنا، لأن أي خطأ أو تراخٍ قد يؤدي إلى نتائج كارثية لا قدّر الله، والخطأ هنا لا يرتد على صاحبه فقط، بل قد يصيب الجميع بويلاته..
مديرو المدارس، ومن يكلفون، مسؤولون مسؤولية مباشرة بهذه المتابعة، ويجب أن يبتعدوا عن (الأسباب المخففة) وهم يتعاطون مع أي حالة، وهم ليسوا أطباء ليعرفوا ما إذا كانت هذه العوارض (كريب) عادياً أم كورونا، وواجبهم يفرض عليهم أن يحولوا أي حالة اشتباه إلى أقرب مركز صحي (أما الحديث عن مستوصف الصحة المدرسية فلن نقربه، فوجود معظم هذه المستوصفات مثل قلّتها).
من البيت…
أمراض الشتاء معروفة، وهي معدية، وفي الحالات العادية كنّا نتمنى على الأهل عدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة في مثل هذه الحالات من أجلهم من أجل غيرهم..
الآن مع كورونا يجب أن يكون هذا الأمر إلزامياً، وعلى إدارات المدارس عدم السماح لأي حالة شك بالبقاء في المدرسة…
في البيت أيضاً، يجب أن تزداد إجراءات الوقاية، وخاصة ما يتعلق بالتعقيم بعد عودة الأبناء من المدرسة تفادياً لأي قلق قد نعيشه..
وفي البيت أيضاً، علينا أن ننتبه لأي (تغيير) قد يحدث على أولادنا العائدين من المدرسة، وأن نتعامل معه بـ (خوف) لأننا إن لم نخف، فقد نقع بالمحظور..
في المدرسة…
لا نعرف على وجه الدقة أي إمكانيات ماديّة رُصدت للتصدي لفيروس كورونا في المدارس، وإن كانت هناك ميزانية كافية لا نعلم إن كانت هناك كوادر ستترجم ذلك إلى عملٍ ميداني يومي، أما ستفتر الهمة بعد أسبوع أو شهر!؟
المطلوب أن يتم تعقيم الصفوف والأدوات باستمرار ولكن من سيفعل ذلك، ومتى، وكيف!
المقعد.. الكراسي… أدوات الكتابة على اللوح.. إلخ.
النظافة العامة في المدارس.. دورات المياه التعيسة.. الباحات المزدحمة بالبقايا.. إلخ..
السلامة للجميع..
نتمنى السلامة للجميع، طلاباً وكوادر، والأمر بيد الجميع أيضاً، ونتمنى عدم الاستهانة بهذا الوباء..
ضيق ذات الحال
نتمنى أن تمتلك المؤسسة التربوية ما يخفف العبء المادي عن الأهالي، فالوضع المعيشي صعب للغاية، وقد لا يستطيع كثيرون أن يأمنوا ثمن علبة (تاتش) لأبنائهم، ولهذا نعوّل على ما لدى المدارس بالدرجة الأولى.
غانم محمد