الوحدة: 7- 9- 2020
أوشك قلبي أن ينام.. كان قد أتعبتْه صباحات الكلام الطوَّافة همّاً، والعابرة قلقاً..
رغب في قيلولة على بيادر الأحلام، فاتخذ سريره على مفرش غيمةٍ راحلة.
×××
أوشك قلبي أن ينام.. ولأن ذكريات ما مضى تجرح الجفون، أردت له أن يمتطي جوامح الرحيل، أردتُ له أن يسافر بعيداً، إلى حيث مرافئ الزهر تحتضن سفينته الملأى أقماراً، فتضوّعت في دمه براعم الأمل التي راحت تلوح من خلف انكسار الغيم..
حبّات من نور تصافح مطلع الأمواه، وتمضي إلى واحة الفيء المضويّة طيّ نخلةٍ تساقطت رطباً جنيّاً.
×××
أوشك قلبي أن ينام.. أخذ المساء ينبعث على شفاه الغروب، والذكريات تنطلق محمّلة بجدائل من مقلٍ وأهداب، في حين أخذت النواقيس تسرع دقّاتها معلنةً انبثاق فجرٍ جديد.
×××
أوشك قلبي أن ينام… أحسستُ أن لأبهريه أجنحةً نابتة، وتودّ لو تطير، كانت قطرات الندى تتلامح على الأزهار والشتول البريّة، وتتلألأ كنجيمات ليلٍ مقمرٍ.
أغمضت عينيّ ورحتُ أصغي إلى ما حولي كنتُ أجاهد لأزيح أستار الذاكرة المكوّمة على سنوات عمري.
عصفتْ بي هبّةٌ باردة, فتساءلت: إلى متى ستظل تعصف؟ أما آن لها أن تستكين؟
×××
تجمعتْ غيوم سوداء، رقّ الهواء حتى ابترد، وبدأت زخّات من المطر هطولاتها.
رحت أراقب حبّات المطر المتساقطة، وأرنو بعينين ساكنتين إلى عصفور أبي الحن.
لاجئاً إلى وريقات البرتقال لتدرأ عنه المطر، حسست بقلبي يكاد أن يقع وتساءلت:
كيف لأيٍ كان وفي لحظة مجنونة أن يزهق روح عصفور صغير؟
تابع المطر سقوطه، وتابع أبو الحن اختباءه.
×××
عدتُ بعمري إلى عمري، واستعدت ما قرأته ذات دهر من مقطع يقول:
الضباب قد يصير رمادياً، والكذبة قد تصير حقيقةً، لكن الروح تبقى حية على أغصان الأمل.
سيف الدين راعي