مستوصف دمسرخو نموذج مميز لنشاطها… صحة اللاذقية خاضت حرب الجبال بنجاح وتصارع الوباء العالمي (كورونا)

الوحدة: 6-9-2020

 

 

لا شك أن القطاع الصحي قد تعرّض للكثير من الضغوطات والقسوة المفرطة لمقدراته وممتلكاته في أحيان كثيرة لاسيما في زمن ذروة الحرب التي فُرضت على دولتنا ومؤسساتنا فأصابت أغلب القطاعات أنواعاً متعددة من الأذى وكان للقطاع الصحي النصيب الأكبر جرّاء صدّ تلك الهجمات الشرسة مواكباً القطاع العسكري شتّى الحروب والكمائن وقصص الغدر المتنوعة المترافقة للحرب العسكرية بغض النظر عن الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها ممتلكاته وآلياته وكذلك رجالاته، وفي مدينة اللاذقية كانت هناك عدة ملاحم بطولية للجيشين العسكري والصحي حيث سطّر القطاع الصحي ملاحم نادرة وفريدة من خلال العمل الجماعي والمشترك مع أبطال الجيش الجبهة الشمالية ومناطقها تشهد بذلك، والحديث عن تضحياتهم الجثام وملاحمهم مع الجيش تحديداً في مشفى الكندي بحلب بحاجة إلى تكاتف كتّاب ورجالات الأدب العالمي لإعطائهم الجزء البسيط من حقهم إبان الهجمة الشرسة على البلاد بقيادة أصحاب الفكر الظلامي الذين استهدفوا القطاع الصحي بالدرجة الأولى.

 

كما أن ظهور الوباء العالمي (كورونا) أضاف حملاً أكبر وأشرس على هذا القطاع يضاف إلى عقوبات عالمية طالت مفاصله وأطباءه، حيث قدّم الجسام من التضحيات التي أودت بأسماء معروفة من كوادره وإصابة أعداد أخرى، بالإضافة إلى التصدي المشرّف لعمليات الكشف عن المصابين والقيام بعمليات الحجر الصحي والعزل، حيث أن التعامل مع هذا الوباء يشبه إلى حدّ كبير السير في حقول من الألغام بالنسبة للأطباء والكادر الصحي، لكن الحديث سيكون عن إنجازات وخدمات هذا القطاع على الصعيد الداخلي وتحديداً حول مستوصف دمسرخو الصحي الذي يعد من أهم المستوصفات على مستوى اللاذقية لما يتمتع به من نظافة المكان وحسن التعامل وذلك بتوجيهات من رأس الهرم الصحي في اللاذقية المتمثل بالدكتور هوازن مخلوف مدير الصحة لجهة إيلاء المستوصفات الصحية الرعاية الكاملة وذلك لما تقدّمه من خدمات هائلة لقطاع واسع من المجتمع الأهلي وما طرأ عليه من ضغوط وأعداد الضيوف والوافدين من أغلب محافظات القطر.

وأوضحت د. وفاء حلوم رئيس دائرة برامج الصحة العامة بمديرية الصحة أن مستوصف دمسرخو هو مركز فئة (ج) حيث يخدّم عدد سكان كبيراً وهو أحد مراكز المدينة الـ(١٤)، ويقدم مجموعة كبيرة من الخدمات المميزة بإشراف طبي متخصّص ومنها: خدمات الطفل واللقاح وخدمات الصحة الإنجابية بكامل جوانبها بالإضافة إلى خدمة المسنين ومرضى السكري والتغذية والضماد ومعالجة صحة الفم والأسنان وأيضاً التقصي الوبائي وتقديم المشورة والتثقيف الصحي كما أن المركز مجهز بمخبر ذي كفاءة عالية وصيدلية ويعمل على متابعة أوضاع جرحى الحرب، ويزور هذا المستوصف أكثر من ١٥٠٠ مراجع في الشهر ولكافة الخدمات العلاجية الطبية.

ويعد مستوصف دمسرخو من أهم المستوصفات لما يتمتع به من موقع مناسب يتوسط تجمعاً كبيراً من الأهالي حيث يخدّم عدداً كبيراً من سكان دمسرخو والأحياء المجاورة، بالإضافة إلى الميزة الأهم وهي النظافة والترتيب وحسن التعامل مع المراجعين.

الجدير بالذكر أن هذا المركز تطبق فيه معايير الجودة على مستوى وزارة الصحة السورية، وقد تم ترميمه بالتعاون بين مديرية صحة اللاذقية ومنظمة الصحة العالمية.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار