البيض… البيض.. ثمّ البيض!

الوحدة 2-9-2020

 

 

تتعالى أصوات الداعين إلى مقاطعة البيض والفروج معولين على تخفيض أسعاره بعد تأثره  بنتائج المقاطعة التي يظنون أنها مع ارتفاع درجات الحرارة ستدفع الباعة إلى تخفيض السعر حتى لا تفسد، متناسين أن البائع قد يفعل ذلك لمرة أو مرتين لا سيما في ظل انقطاع الكهرباء شبه الدائم، وهذا التخفيض الوهمي الذي سيظن المستهلك أنه حدث بسبب المقاطعة لن يتكرر في اليوم التالي لأن البائع الصغير يشتري بشكل يومي وحسب قدرته على التصريف وقياساً على حجم الطلب فهو قد يخفض السعر ليوم أو يومين ويبيع بخسارة لأنه ليس هو من يرفع الأسعار، وهذه المقاطعة ستجبره هو الآخر على مقاطعة من نوع آخر حيث سيتوقف عن كونه حلقة وصل بين المربي والمستهلك، ووفق متتالية العرض والطلب سيتأثر المربي ويضرب أخماساً بأسداس وسيقول بالحرف فوق الموتة عصة قبر ألا تكفيه معاناته خلال عملية الإنتاج والتكاليف الباهظة لهذه العملية ليواجه حالة جمود وركود في الأسواق هدفها خفض الأسعار وكأن القائمين على هذه الحملة يحسبون أن التاجر أو المربي وراء ارتفاع الأسعار.

وقبل الدخول في حيثيات ودهاليز معاناة مربي الدواجن لا بد من الإشارة إلى أمر هام وهو أن المقاطعة ستؤدي إلى مزيد من ارتفاع الأسعار إن لم يتم القضاء نهائياً على تربية الدواجن حيث خرج إلى الآن العدد الكبير من المداجن من سوق العمل والإنتاج بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها قبل أن تبدأ حملة المقاطعة الطوعية حيث سبقتها مقاطعة إجبارية إذ لم يعد بالإمكان شراء البيض والفروج كما السابق والسبب ارتفاع أسعارها المضطرد حيث أنها لا تبقى يومين على ذات السعر.

وحسب رئيس لجنة الدواجن في غرفة زراعة اللاذقية صديق سالوخة فإن ارتفاع أسعار البيض والفروج يعود لارتفاع تكاليف مُدخلات الإنتاج، وخاصة الأعلاف والأدوية، إذ وصل سعر طن الذرة الصفراء لحوالي 440 ألف ليرة وطن الذرة الصفراء لحوالي مليون ليرة، ويرى أنه ثمة أشخاص محددة مسموح لها باستيراد الأعلاف والأدوية البيطرية وهم يحصلون على الدعم من المصارف بسعر الصرف التفضيلي ويقومون ببيعها لمربي الدواجن وفقاً لسعر السوق السوداء ويستفيدون وحدهم من نسبة الدعم، ولا نبالغ إن قلنا إنهم يتحكمون بالسوق وعملية الإنتاج والأسعار، ولفت إلى أن وزارة الزراعة تعطي مربي الدواجن الشعير بدلاً من الأعلاف حالياً، لكن الكمية قليلة وغير كافية مما أدى إلى خروج أكثر من 60% من مربي الدواجن عن العمل نتيجة تعرضهم للخسائر ولم يبق سوى 20 %  فقط من المداجن قيد الإنتاج.

وأضاف  أن رأس مال المربي في قطاع الدواجن بدأ بالتآكل نتيجة تضخم العملة، حيث ارتفعت التكاليف بنسب تتراوح بين 550-600% ما يجعل العوائد غير مجدية، حيث وصل سعر كيلو العلف إلى (500) ليرة، وتوقفت معامل إنتاج أعلاف الدواجن عن بيع العلف للمربين، ما انعكس سلباً وأدى إلى كساد في سوق (الصيصان)، الذي قل الطلب عليه، ونتيجة ذلك وصل سعر الصوص إلى (50) ليرة سورية، في حين إن تكلفته- الصوص- على مربي الأمات (300) ليرة، وهذا أدى إلى خلل في سوق الفروج، وبالتالي نقص كميات المعروض في السوق، الأمر الذي رفع سعر الفروج الحي.

بقي أن نشير إلى أن استهلاك الفرد في سورية من البيض لا يتجاوز 154 بيضة سنوياً، بينما يصل في دول أخرى إلى 320 بيضة.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار