زيادة مخصّصات الأفران الخاصة لتلبية الاحتياجات.. بعض الإجراءات الإدارية وتنظيم العمل يقضي على ظاهرة الازدحام على الأفران

الوحدة 2-9-2020

 

لقد بات من الضروري وبالسرعة الكلية إيجاد صيغة أو طريقة معينة للخروج من مأزق الحمولة الزائدة والضغط الشعبي على كوات بيع الخبز في الأفران الخاصة وكذلك أفران الدولة في مدينة اللاذقية، علماً أنه تم زيادة مخصصات الأفران الخاصة التي مخصّصاتها أقل من طن دقيق بموافقة السيد المحافظ لتلافي هذه الظاهرة، ففي الصباح الباكر وفجراً حيث يكون السكون مطبقاً على شرفات المنازل والشوارع نستيقظ على أصوات أهالي الجوار حيث إطلاق العزائم لحجز الدور على كوة الفرن لعدة ساعات للظفر بلقمة العيش الكريمة اليومية غير آبهين (بكورونا) أو بوسائل الوقاية وأساليبها، وهذا النصر لم يتحقق حتى تشوي أشعة الشمس جلد هذا المنتظر أي حوالي التاسعة صباحاً، والمشهد يتكرر مساءً لكن يقتصر على أفران الدولة المحدّدة بثلاثة أفران أو أربعة وهي فرن دمسرخو الاحتياطي وبسنادا وأحد أفران الصليبة وفرن الرمل الشمالي وتشرين بتوقف بعضهم بسبب العطلة الأسبوعية، وبالعودة إلى المشهد العام على تلك الأفران نجد أن جميع الحلول قد تعطلت لإصلاح المنكسر بهذه القضية، حيث يتساءل كثيرون أن زمن الإحراج بقصة لقمة العيش وصعوبة تأمينها قد ولّى وأصبح من الماضي أي أننا لم نتعرض لهذه العثرات بوقت الأزمة وذروة حربها الضروس من خمسة سنوات أو أكثر، ولا ننكر وجود أزمات عالمية من نقص بالموارد والمواد في كل أنحاء العالم وكذلك إطباق الحصار على البلاد بواسطة (قيصر)، لكن ما نعانيه هو سوء بالتوزيع لا أكثر، حقولنا وأراضينا منتجة وبقوة والمادة موجودة (الدقيق) وهي من المسلمات، فالأكثر أهمية للقضاء على ظاهرة التجمّع هو الابتعاد عن تحديد الوقت الذي يجني الزحمة وكثرة الأقاويل والمشاكل وخاصة في المساء، بالإضافة إلى آلية العمل على البطاقة وتشييكها حيث يتم قتل مزيد من الوقت لإنهاء عملية البيع، لماذا لا تعمل جميع الأفران بكل الأوقات وبطاقتها العادية ووردياتها وبذلك نبتعد عن هذه المناظر التي تدمي النفوس والقلوب والتي أصبحت من روتين حياتنا ومعيشتنا مع الإبقاء على العدالة بتوزيع الخبز أي عدد الربطات، ولا ننسى أننا في مدينة اللاذقية نستقبل أعداداً كبيرة من  الوافدين والسياح وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً من المعنيين لسد العجز واستيعاب الزائرين وخاصة لجهة توفير مادة الخبز، وقد كان لبعض الناس من العامة آراؤهم وشكواهم لتلك الظواهر:

من فرن الكرامة (الصليبة) حيث يشهد هذا الفرن الزحمة ذاتها التي تنتاب باقي أفران الدولة حيث أكد السيد جودت أنه يقبع على الفرن من الساعة السابعة صباحاً أي أنه ينتظر دوره منذ ثلاث ساعات وأكثر وقال: نصيبي أن أزور الفرن يومياً لأن تحديد ربطتين على البطاقة الذكية فقط يجعل الوضع صعب لعائلة عدد أفرادها خمسة وهم على حد تعبيره شباب (أكّيلة) يعملون بمصالح شاقة تتطلب جهداً وغذاءً مضاعفاً وبالتالي هذه العائلة بحاجة لأربع ربطات يومياً وهذا صعب الحصول عليه إلا باللجوء للعائلات الصغيرة والاستعانة بمخصصاتها، وقد أكد أن هناك فوضى وعدم تنظيم البيع على الكوة ما يعيق عملية البيع بسبب الاعتراضات والتظلّم، علماً أن إبراز دفتر العائلة يمكّن حامله من الحصول على أربع ربطات إذا كان عدد أشخاصه ٧ وما فوق، والسيد أبو ياسين على نفس الفرن أكد أنه ينتظر من الصباح الباكر وطالب باستمرارية العمل وفتح كوات إضافية لتلافي الازدحام والعودة إلى مخصّصات الأربع ربطات على البطاقة الذكية وهو يأتي من الشيخضاهر لأن خبز مركز البيع في منطقته سيء جداً لا يصلح للبشر على حد قوله.

شاب آخر كان صريحاً لأبعد الحدود قال: إنه يأخذ ربطتين على البطاقة يومياً وهو يعيش مع زوجته وهو لا يحتاج إلا لربطة في اليوم أما الثانية فهي التي أعيش على مقدراتها من خلال جعلها طعام للسمك الذي أعيش على مردوده، وأكد آخرون أن سبب هذا الازدحام يعود لإدارة الفرن وكيفية إدارة البيع وأضافوا أن أغلب الربطات تكون ناقصة رغيف أو اثنين علماً أن عدد خبزات الربطة في فرن الكرامة هو ١٣ رغيفاً، كما طالبوا بالعودة إلى البيع الطبيعي بدون بطاقة لعودة النشاط كما في السابق والانتظار لربع ساعة وأقل هو أمر أكثر من الطبيعي.

وعلى فرن دمسرخو حيث الأمور متشابهة إلى أبعد الحدود وخاصة من حيث المطالبات والاقتراحات، حيث طالبوا بأن يعمل المخبز على مدار الساعة ولو بالطاقة البطيئة حتى لا تتكاثر الازدحامات بفعل تحديد الوقت الذي تتبناه الأكثرية فيتم الزحف إلى كوات الفرن بذات الوقت وعندها تنشأ هذه الظاهرة البشعة.

السيد محمد وهو عامل في الدولة قال: من الطبيعي أن تكون هناك كوات لبيع الخبز عند نهاية الدوام الرسمي للعاملين في الدولة وهم الأكثرية الساحقة، لكن ما نراه العكس تماماً حيث نجد في هذا الوقت توقفاً لجميع الأفران التي لا تبيع الخبز حتى الثامنة مساءً وهنا تتكون الزحمة، كما طالب بوجود أجهزة وكوات بيع إضافية لتحقيق السرعة في أداء البيع..

الشاب قصي تحدث قائلاً: إن سبب الزحمة الكبيرة على فرن دمسرخو هو بسبب جودة خبزه وطراوته، ولو كان بالإمكان أخذ أكثر من خمسة ربطات من خبزه تكفي لمدة أربعة أيام ومن شأن هذا أن يحد من اللجوء اليومي إلى الفرن وهذا ينطبق على شريحة كبيرة من الناس وبالتالي ينعدم منظر الازدحام هذا ويتم القضاء على جشع أصحاب الأفران الخاصة التي تعمل على تهريب الخبز خارج نفوذ المنطقة لبيع الربطة بمئتين أو ثلاثمائة ليرة كما يقول سكان وجيران هذه الأفران، كما أن القضاء على الازدحام من شأنه أن ينعكس أيضاً على الحد من مسببات المشاكسات والجرائم التي تحصل على الأفران جرّاء التدافع وأحقية الحصول على الخبز.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار