انقطاعات المياه زادت لهيب صيف اللاذقية

الوحدة: 30-8-2020


 

رغم وعود مؤسسة المياه ألا يعاني أهالي اللاذقية أزمة مياه أو انقطاعات متكررة للمياه هذا الصيف إلا أن وعودهم لم تصدق واللاذقية اليوم تعاني من انقطاع شبه دائم لمياه الشرب وبات تقنين المياه يقض مضاجع الأهالي ويحرمهم من النوم سعياً وراء قطرة الماء وقد يستعين الكثير منهم بصهاريج المياه للحصول على المياه لأغراض الاستخدام المنزلي التي يزيد الطلب عليها صيفاً لا سيما أمام تعليمات وشروط النظافة للوقاية من جائحة كورونا.

عندما كتبنا حول مشكلات الواقع المائي في اللاذقية مدينة وريفاً كان ذلك شتاء وكان هناك عدد من المناطق تشهد اختناقات مائية وقد زودتنا المؤسسة العامة لمياه الشرب بمجموعة مشاريع منها ما تم تنفيذه ومنها ما كان قيد التنفيذ والقاسم المشترك بين تلك المشاريع تحسين الواقع المائي للمحافظة ولكن النتائج جاءت عكس ما أخبرونا والواقع خير شاهد ومعاناة المواطنين خير دليل ولن نعود مرة ثانية لحلبة الوعود والتبريرات..

 مؤسسة المياه تلقي باللوم على شركة الكهرباء والكهرباء تحتج بنقص الغاز وجميعهم يشيرون إلى التعديات ولكن جميع هذه الأعذار لم تعد مقبولة وبات المواطن يدرك أنهم يعتبرونه آخر همهم وترتيبه الأخير في أولويات عمل كافة المؤسسات الخدمية ولكنه إن حصل وتأخر في تسديد ما يترتب عليه من فواتير يصبح في مرتبة متقدمة من الأولوية بالنسبة لهم.

عندما سألنا مدير مؤسسة المياه عما إذا كان هناك تقنين للمياه رفض بداية تسمية ما يردده البعض حول انقطاع المياه لساعات تقنيناً وإنما وصفه بأنه ثقافة وترشيد ولفت إلى أن معظم الاختناقات حالات فردية وسببها فني ويتم معالجتها فنياً وكشف أنه ليس هناك نقص في الوارد من مياه الشرب في المحافظة ولكن ثمة علاقة عكسية تربط بين الانخفاض العام في التردد الكهربائي الذي يغذي المضخات الرئيسية في محطة التصفية وعملية التغذية المائية علماً أن مؤسسة المياه تتبع ساعات التغذية الكهربائية سعياً للاستفادة القصوى من فترات التغذية ولفت أن برنامج أربع ساعات قطع وساعتين تغذية يعرقل عمل مؤسسة المياه ويضعف جدوى التغذية، ولفت أيضاً أن أغلب المحطات خارج التقنين الكهربائي ولكن المواطن لا تصل المياه إلى خزانه إلا في حال وجود الكهرباء كون المؤسسة لا تستطيع تأمين ضاغط يضمن وصل المياه إلى الطوابق المرتفعة دون الحاجة إلى رافع كهربائي، بالإضافة إلى التعديات على الشبكة والهدر الذي يبلغ ذروته في مدينة اللاذقية وسهل جبلة، إضافة إلى زيادة الطلب نتيجة الكثافة السكانية وقدم المضخات التي يعود عمرها إلى أكثر من عشرين عاماً، ولكن السؤال ماذا نسمي ما يحدث هذه الأيام في عدد من قرى و أحياء اللاذقية التي لم تصلها المياه منذ أيام، الأمر الذي أدى إلى ازدهار تجارة صهاريج مياه الشرب في معظم مناطق مدينة اللاذقية دفع المواطنون للتشكيك فيما إذا كان قطع المياه عن السكان بالاتفاق مع الصهاريج الخاصة ولصالح من؟

المناطق والأحياء والقرى وحتى أماكن الاصطياف التي تعاني شحاً في المياه أكثر من أن نعددها واللافت أن معظمها تعاني منذ سنوات نذكر على سبيل المثال  مشروع الصليبة الذي يعاني منذ ثلاث سنوات، وقد قامت مؤسسة المياه في الصيف الفائت بإعداد دراسة لتنفيذ خط بطول 650 م وقطر 400 مم لعزل مشروع الصليبة عن خط الشيخضاهر، وتمّ التعاقد مع مؤسسة الإنشاءات العسكرية متاع، لتنفيذ الخط أصولاً وتم تنفيذه  وبحسب مؤسسة المياه انتهت مشكلة الاختناقات التي عانت منها بعض الأبنية (جانب التموين) بعد وضع الخط الداعم لمنطقة الصليبة بالخدمة، وأصبح وضع المياه جيداً في هذه المنطقة ولكن على الواقع شكوى الأهالي تؤكد أنهم بلا مياه منذ أيام فأين نتائج هذه الأعمال؟

نقاط على الحروف

يذكر أن معاناة هذه الأحياء مع انقطاع المياه لا تزال قائمة والوضع يزداد سوءاً، وقد زفّت مؤسسة المياه منذ بضعة أشهر خبراً مفاده  استثمار آبار البهلولية وعددها أربعة آبار إضافة إلى استثمار آبار الصفصاف وعددها ثمانية لإنتاج (26 ألف م3) يومياً لبعض أحياء المدينة مثل سقوبين وسنجوان وجب حسن، المنطقة الصناعية، روضو، العمرونية، والمشروع قيد التنفيذ وبتكلفة تتجاوز (400) مليون ليرة سورية، ومن الممكن أن يوضع في الاستثمار بداية هذا الصيف وباستثمار هذه الآبار ستتمكن المؤسسة من تحويل آبار الجندرية إلى آبار احتياطية للمدينة عند الحاجة، وقد تم وصف المشروع بالاستراتيجي أنه سيؤمن ما بين75 – 80 ألف متر مكعب من مياه الشرب يومياً للقسم الشمالي من المدينة عن طريق تنفيذ محطة تصفية سد 16 تشرين في موقع نهاية نفق عين البيضة وقد تم تصديق المشروع من الوزارة والتزمت تنفيذه شركة روسية والمشروع حالياً بمرحلة الدراسة المالية لاعتماد التكلفة النهائية له ولكن على أرض الواقع شح المياه سيد الموقف.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار