خيبة أمل كبيرة لطلاب اللغة الروسية باللاذقية وطرطوس في التخصص الجامعي

الوحدة: 30-8-2020

 

مضت ستة أعوام على تدريس ودراسة اللغة الروسية في المدارس السورية، وكان الهدف من إدخال هذه اللغة أن تكون الفرصة متاحة للطلبة الذين اختاروها بدلاً من الفرنسية للتسجيل في الجامعة فرع اللغة الروسية – كلية الآداب كما هو الحال لطلاب اللغتين الفرنسية والانكليزية.

فقد  كان من المنتظر هذا العام افتتاح فرع اللغة الروسية في جامعة تشرين طالما أن طلاب الثانوية أكملوا منهاج اللغة الروسية لكنهم حالياً على أبواب التسجيل الجامعي وليس هناك ما يبشر بإحداث هذا الفرع.

ورغم إن السنوات الستة الماضية كانت مدة كافية لإيجاد الدعم اللازم من أجل إحداث فرع اللغة الروسية بجامعة تشرين واستقبال طلاب اللغة الروسية من محافظتي اللاذقية و طرطوس الراغبين بالتخصص، لكن لم يتحقق شيئ على أرض الواقع فعلى ما يبدو أن الأماني والتطلعات كانت في وادٍ والواقع في وادٍ آخر في ظل عدم المتابعة الجادة للأهداف التعليمية من إدخال تعليم اللغة الروسية وكذلك غياب التنسيق الجاد بين وزارتي التربية والتعليم العالي على الأقل بهذا الخصوص، والنتيجة إحباط طموح الدفعة الأولى من طلاب اللغة الروسية الذين أكملوا الدراسة الثانوية بمدارس اللاذقية وطرطوس وخسارتهم فرصتي التسجيل الجامعي بفرعي اللغتين الروسية والفرنسية.

 وللحديث مع أهل الاختصاص حول هذا الموضوع أفادنا السيد حبيب طربوش موجه اللغة الروسية بمديرية تربية اللاذقية بالآتي:

هذا العام كانت الآمال معقودة على افتتاح فرع اللغة الروسية في جامعة تشرين لاسيما أن 65% من الكتلة المتعلمة للغة الروسية تتركز في محافظتي اللاذقية وطرطوس.

وتابع: من الصعب تقبّل فكرة فشل التجربة بعد مضي ست سنوات على تدريس اللغة الروسية أثبت خلالها طلاب اللغة الروسية في المدارس تفوقهم ونجاحهم وفق ما تؤكده النتائج الامتحانية إلى جانب ما أثبتته نشاطات التلاميذ في الكتابة والقراءة والغناء والتمثيل والإلقاء باللغة الروسية.

وللعلم لاقى منهاج اللغة الروسية في كافة المراحل الدراسية القبول والاستحسان من مختلف الجهات ولم تردنا شكوى بهذا الخصوص (والحديث للموجه الاختصاصي السيد طربوش) لا من قبل الطلبة ولا المدرسين.

 وفي هذا السياق أشار الموجه طربوش أيضاً إلى إطراء مجموعة من المختصين الروس على منهاج اللغة الروسية في المدارس السورية ضمن حلقة تربوية متلفزة، مذكراً بأن تقييم أداء المدرسين كان مبنياً على النتائج الجيدة لمستوى تعلم التلاميذ اللغة الروسية والتي تنعكس فيها النوايا الطيبة.

ورأى السيد طربوش أن افتتاح فرع اللغة الروسية في جامعة تشرين تفوق أهميته على افتتاحه في جامعة دمشق، ذلك أن الكتلة المتعلمة للغة الروسية الكبيرة في اللاذقية وطرطوس (65%) من تلاميذ سورية الذين يتعلمون اللغة الروسية.

وذكر السيد طربوش أنه منذ عامين أقيمت في تربية اللاذقية ورشة عمل حول تعليم اللغة الروسية، وكانت ناجحة جداً ولاقت ترحيب الجميع  وتم التأكيد خلالها على ضرورة الاستمرار في التلاقي ودعم روسيا لإنجاح حدث إدخال اللغة الروسية.

وتابع: كنت منذ اليوم الأول للورشة قد طلبت (أنا موجه اللغة الروسية في اللاذقية وطرطوس) من السيد فاديم مدير المركز الثقافي الروسي في لبنان والخبيرتين الذين أداروا الورشة السعي لمساعدتنا على افتتاح قسم للغة الروسية في جامعة تشرين، وبحضور السيد مدير التربية والموجه الأول للغة الروسية في وزارة التربية- وفي اليوم الثاني أخبرنا مدير المركز الثقافي الروسي السيد فاديم أنه جرى الاتصال مع المعنيين في موسكو وكذلك مع وزير التعليم العالي في دمشق، وتم الاتفاق على أن يعملوا على افتتاح القسم المذكور، كما وافق الجانب الروسي شفهياً على رفد الوزارة بخمسة محاضرين روس و المساعدة بتقديم المناهج والمراجع الرديفة.

 و كذلك تم الوعد باستقبال طلاب سوريين في الجامعات الروسية لإعداد مدرسين للغة الروسية في المدارس و الجامعة السورية.

لكن وبكل أسف وبسبب عدم المتابعة الجدية والسعي والتواصل مع الجانب الروسي  فشلت هذه التجربة وبالتالي لم نجني ثمار الجهد الذي كنا نأمله منذ السنة الأولى لإدخال اللغة الروسية المناهج الدراسية.

خلاصة الأمر، نعلم أنه هذا العام قد فات الأوان على افتتاح فرع اللغة الروسية، لذلك نأمل أن يتحقق هذا الحلم خلال العام القادم من خلال تحرك جميع القائمين على العملية التعليمية في وزارتي التربية والتعليم العالي والسعي لتهيئة أسباب النجاح والدعم لافتتاح جامعة تشرين قسم اللغة الروسية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية تلبيةً لرغبة الطلاب في التخصص، مع التنويه بمسألة مهمة أن كوادر جامعة تشرين تشمل دكاترة وأساتذة مختصين باللغة الروسية وهم خريجو الدراسات العليا والجامعات الروسية! وكما يقولون بالروسية Кто ищет, то найдёт من يسعى سيجد.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار