عمال العتالة محكومون بالأمل والفقر أشد الفيروسات فتكاً

الوحدة 20-8-2020     

 

الجوع فرض عليهم البقاء طويلاً من السادسة صباحاً حتى نهاية اليوم على الرصيف لإنقاذ عائلاتهم من الفقر والحرمان..

عمال ينتظرون على الرصيف رزقهم دون يأس، هنا في هذا المكان الذي سمي ساحة العمال في المشبكة العليا وقد صاروا جزءاً من هذا المكان، وخارج حسابات الجهات الرسمية فلم تتبنَ أي جهة رسمية وخاصة اتحاد العمال مشاكلهم وهمومهم أو فكرة تشغيلهم كعمال مؤقتين في أي جهة عامة، ينتشرون تحت هذه الشجيرات ينعمون بالظل، يقتلهم الظمأ للحياة.

عمال المياومة ينتشرون على الرصيف من دون أي معدات للعمل فهم لا يجيدون إلا الحمل والعتالة، يجلسون جميعا بانتظار أي زبون لديه عمل يؤديه مقابل أجرة يحددها رب العمل.

يقول باسم محمد علي وهو من قرية بسورم متزوج ولديه ثلاثة أولاد، العمر ٤٥ عاماً: هنا على هذا الرصيف منذ أكثر من عشرين عاماً أنا هنا أعمل بالعتالة لم أتعلم بسبب الفقر والانتظار سيد الموقف حتى ننعم بفرصة عمل وقد يطول الانتظار لأيام،

نعاني من قلة العمل، وعدم الاهتمام من قبل  وزارة الشؤون الاجتماعية.

علي محمود مصطفى: نحن أكثر من مائة عامل  نتجمع كل يوم منا الشباب ومنا الكبار ولكل واحد منا رزقه، فما أن تتوقف سيارة حتى يتجمع الجميع حول صاحب العمل الذي يختار  من يريد ويعود البقية إلى أماكنهم ولساعات طويلة أخرى من الانتظار في ظروف الحر والبرد، والحمد لله صرنا تحت خط الفقر  وأملنا بالله كبير.

محسن علي من صافيتا: وظائف وفرص عمل غير موجودة، قبل الحرب كانت فرص العمل الحر كثيرة وكانت حياتنا مستورة، ونحن لا نجيد أي عمل ولا يتم استخدامنا كعمال للجهات العامة  نعاني من إهمال من الجهات الحكومية الرسمية،

أسرنا تعاني الفقر.

وخلال اللقاء بعدد كبير من العمال، اللافت وجود عدد كبير من الشباب في مقتبل العمر ومن طلاب الجامعات والكثير منهم من خارج المحافظة من الحسكة ودير الزور وحلب، جاؤوا مع بداية الحرب، وقد بدت على وجوههم ملامح القهر والفقر والألم والحزن في كل تفاصيل حياتهم هناك حكاية، وهم يقولون لا توجد فرص عمل

وهم غير سعداء بهذا الانتظار الطويل الذي يقتل الروح بداخلهم، وهم يتسولون بنظراتهم الناس علهم يجدون عملاً لكنهم محكومون بالأمل حتى لا تنام عائلاتهم جياعاً.

يقول أحمد حمدي من الحسكة وهو طالب في كلية الآداب، متزوج ولديه ولدان:   بسبب الحرب أتيت إلى طرطوس، لم أجد فرصة عمل إلا العتالة ونحن الشباب مستقبلنا متوقف على فرصة العمل، ولا يوجد لنا أي حق في حال الإصابة أثناء العمل ، أرواحنا رخيصة  وليس لنا حقوق ولا تنظيم بالشؤون الاجتماعية  أو اتحاد العمال.

صالح العلي من دير الزور طالب في كلية الحقوق متزوج ولدي طفلان: منذ أكثر من ثلاث سنوات وأنا هنا بعد عجزي في إيجاد فرصة عمل  الأمل هو سبب استمرارنا، خسرت بيتي في الحرب وأنا أبحث هنا عن عمل لأجد مكاناً دافئاً يحمي عائلتي من الفقر والجوع.

نسيم صالح العمر: خمسة عشر عاماً أقوم  بجمع الكرتون والبلاستيك وأبيعه حتى أساعد أسرتي فأنا المعيل لها.

حيدر سليمان علي: عشرون عاماً فقر وغلاء أسعار، الحرب حرمتنا من الحياة، نحن نتعرض للإهمال وعدم إيجاد فرص عمل، الساعات الطويلة التي تمر انتظار تقتل أحلامنا،  نحن الشباب لا نخاف الموت من فيروس كورونا، الفقر أشد فتكاً.

زينة وجيه هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار