الوحدة 20-8-2020
المكان مجاور لجسر حلب أو ما يعرف بعقدة جسر حلب، الخارجون من المدينة.. وتحديداً بعد دوار الجامعة وشعبة التجنيد، على هذا الطريق توجد تفريعة يمينية بشكل دائري يوحي بنظام طرقي راقٍ وهو وسيلة لمن يريد العودة إلى المدينة أو أنه بقصد زيارة المؤسسات الحكومية من مديرية النقل أو الجامعة أو الكراجات، وعند الدخول إليها وبعد حوالي ١٠٠ م أو أكثر بقليل تبدأ الحكاية المختبئة بين أحضان أشجار وأحراج كانت قد فعلت فعلتها وأخفت المستور عن أعين المارة، لكن لم تستطع إخفاء روائح الجثث المتفسّخة ومجمّع القمامة المترامية بعشوائية من جهة اليمين وهذا المكان على وشك أن يصبح مكباً حقيقياً أشبه بمكب البصة لا قدر الله، علماً أن تلك المنطقة هي عقدة مواصلات متشعبة وهي تحت مرأى عيون كثيرة سواء للقادمين على الأوتوستراد الدولي من جهة طرطوس أو الخارجين من المدينة أو لمن يقصد طريق حلب القديم في اتجاهين عبر جسر حلب، وكذلك مستديرتين متقابلتين وتفرعات جانبية، والشكر كله ينصب لتلك الحديقة وما لها من قصص وحكايا من العناية والنظافة، وهي التي تسكن جوار هذا المكب حيث تحجب الرؤية عن الداخلين إلى مدينة سياحية بكل المقاييس، فجمال المكان يقاس بالنظرة الأولى كما العشق، وجمال لاذقيتنا يبدأ من حدائقها والبراعة بنظافتها، كما أننا لا ننكر وجود عدة مساحات من الحدائق في تلك المنطقة وغيرها تؤكد على الجودة والبراعة في العمل والتنظيم بكل أشكاله.
وبالعودة إلى هذا المجمّع المتنوع من النفايات وعند الاقتراب من جثة حيوانية بغية تصويرها وتعزيز ما نشاهد، حيث ابتسم لي كلب ينتظر في الجوار مظهراً لي ما يملك من أسنان وأنياب، لكن بدت عليه الدهشة عند تقريب الهاتف باتجاه تلك الجثة بغية التصوير القريب وإظهار تلك الخلية من الديدان وهنا أيقنت أن الكلب ذعر من اقترابي الكبير من مملكته، وبالتالي أخفض أذنيه واتجه إلى غابة صغيرة أو حديقة ترنّحت فيها عظام بقرية وكأنه يرشدني إلى ما تخبئه لنا الأيام وليس (الكورونا) من مآسٍ إذا لم يتم استدراك الوضع من خلال تنظيف تلك المنطقة وإعادة الألق إليها، وكل الأسف والاعتذار لشدّة قرف الصورة إذا وافق السيد رئيس التحرير على نشرها.
سليمان حسين