(جمعية المقعدين وأصدقائهم): نحن مستمرون بالعمل ولا نهدأ.. والأعمال والأنشطة كثيرة

الوحدة 20-8-2020     

 

لا حرب ولا كورونا ولا غيرها من خطب يجعل أيامنا رمداً ويقعدنا مكتوفي الأيدي عن واجبنا، وأيدي أهلنا ممدوة بالسؤال والحاجة، فما زال النبض فينا والأخلاق قنديل يشرق على وطن سكن قلبنا، فلنسمع عزف فؤاد في جمعية المقعدين وأصدقائهم  وقد ترك أثراً من مشروع أثر لليافعين والشباب..

في لقائنا مع السيدة فريال عقيلي، رئيسة جمعية المقعدين وأصدقائهم  قالت: إننا اليوم كجمعيات أهلية ومجتمع أهلي علينا مسؤوليات كبيرة جداً تفرضها المواطنة والانتماء لهذا الوطن الصامد، وبالتأكيد عمل الجمعيات هو عمل تطوعي بحت، حيث نقوم بمساعدة المحتاجين ونقدم الدعم والمساعدة أياً كانت وهذا واجب علينا خاصة بوجود ضائقة مادية ترافقت مع كورونا والتي نحتاج فيها لكثير من الوعي والحذر.

وعن وضع الجمعية اليوم أشارت السيدة فريال بقولها: نحن مستمرون بالعمل ولا نهدأ، و الأعمال كثيرة والأنشطة كثيرة  لكن توقف جزء منها بسبب كورونا حرصاً على السلامة ونحن بأمس ما نكون من احتياج لتدريب أبناء الوطن الغالي أبناء الجيش العربي السوري لكن حرصاً على سلامتهم لا نستطيع حالياً جمعهم متل (كورال الجرحى)  لأنه من الاستحالة جمعهم  وتحقيق التباعد وعددهم حوالي 60 جريحاً، نحن مستمرون بالعمل وقد تم إنجاز دورات مهنية مجانية والمفرح بالأمر أن خريجي وخريجات هذه الدورات انطلقوا إلى سوق العمل، استهدفنا شريحة محددة وكانت الأولوية  لأسر الشهداء و الجرحى لحاجة كل منها  لمن يعيلها ويساعدها ومن خلال مشروع أثر نفذنا أربع دورات مهنية (تصفيف شعر وماكياج وتركيب عطور وتاتو وشم ) وهذه المهن رائجة ومنحوا الشهادات في حفل تخرج مميز.

الآن سنتابع هذه الخطى وفي المجتمع احتياج شديد نظراً لتعثر أعمال الكثيرين وعدم القدرة على إيجاد مخرجات أخرى للأسر وخاصة الأسر التي فقدت معيلها ولذلك سنعاود مع إحدى المدربات وضع خطة مبرمجة لهذا الأمر ونبدأ مع أعداد قليلة حتى نحقق الأمر.

وحول مشروع أثر ومستجداته قالت : بالنسبة لمشروع أثر أو أي مشروع آخر أنا أهتم بالريف لحاجته  للخدمات فالمدينة مخدمة إلى حد ما عيادات طبية وأطباء ومشافي حكومية وخاصة لهذا  اخترت القرداحة وجبلة ومنطقة الحمام.

المستهدفون من المشروع هم اليافعون والشباب وأولياء الأمور فكان الاستهداف الأكبر للريف، لكن جاءت كورونا والمشروع قائم لهذا كان من الواجب أن يتضمن عملنا التوعية لشريحة واسعة وقد خصصنا طبيباً وممرضة وناشطة للقيام  بجولات ميدانية للريف المتباعد لتوعية السكان وطرق الوقاية.

مشروع أثر ترك بصمة واضحة على اليافعين المشاركين الذين تجاوزت أعدادهم 6آلاف على امتداد سنة كنا قد تجاوزنا فيها الخطة، ومن نتائجها رال (الفكر، الموسيقا، الإبداع ..) حيث تفتقت أذهان الشباب واليافعين واكتسبوا الخبرات  لتكون القيادة لهم،حتى أن دورات إعداد مدربين مكلفة جداً وكان لهم منا ثلاث دورات ودفعنا أجورها  حتى أنه في لقاء تلفزيوني اصطحبت ثلاث فتيات منهم فأدهشن كل الحضور بقدراتهن وحضورهن وأدائهن الجميل، إن التربية السليمة و المتابعة اليوم ستأتي أكلها حتماً، وأن نعطيهم فرصهم سيكونون قادة حتماً، هذا مثال والأمثلة رائعة وكثيرة.

نحن اليوم نحتاج لهذا الجيل الواعي المتمكن المقتدر لبناء المستقبل، يعني الدور ليس مختصراً على شريحة معينة شريحة الشباب أو النساء أو الرجال تحت ظل عشر سنوات حرب أضيف عليها وباء كورونا أزاحها الله من الوجود، واجبنا إعداد هذا الجيل وخاصة نحن دولة المؤسسات والمنظمات  ليكون قادراً ومقتدراً على بناء الوطن وليس من وقت لنقول : تعبنا، الواجب والانتماء والمحبة تلزمنا العمل للوطن عملاً خالصاً.

ليس من عمل أو نشاط وغيره يقوم به أي إنسان  إلا وتظهر بعض العراقيل والأشواك في الطريق ولكل منا طريقته في تجاوزها، مشروع أثر تضمن  أربع دورات وفي ظني أن المخصصات مؤمنة لأفاجأ بغير ذلك ويتغير وجهي لكن المدربة لم يثنها الأمر عن عزيمتها وبادرت بقولها إنها ستقوم بواجبها بدون أجر ومجاناً لأربع دورات وغيرها من الدورات القادمة، وهي النموذج الذي نحتاجه في عملنا ولها منا كل الشكر، يحتاج منا الأمر الصبر ومضاعفة الجهود لأجل سورية، العمل لأجل سورية عبادة.

نشعر بالسعادة لتخريج شباب طرقوا أبواب سوق العمل بخبرات ومعرفة  اكتسبوها من مشروع أثر، صحيح أنهم بدؤوا بدايات بسيطة لكنها خطوات جريئة مقتدرة تؤمن لهم الدخل  بينهم جرحى وزوجات شهداء، ولن نتوقف لدينا مشاريع قادمة سأذكرها في حينها، وما زال أهلنا بحاجة للدعم وخاصة للطبابة وحتى المعنوي سنستمر بعملنا ونضاعف جهودنا بالتأكيد الأمر يحتاج لنفقات مادية ولا يوجد تبرعات، يأتينا بالنهار القصير من 40_50 محتاجاً في حال وجود توزيع أي مادة غذائية وغيرها ونعطيهم جميعهم وأحياناً توجد حالات طارئة وجرحى جيش من الضروري أن نقدم لهم كل الخدمات ولا نستطيع إعفاء أنفسنا من هذا الواجب سواء مستلزم طبي وغيره.

وأين المقعدون من كل ذلك ؟ ردت السيدة فريال قائلة :  نحن بسبب كورونا أوقفنا شق المقعدين لكن لم تقف أعمالنا، نحن في الظرف الأصعب اشتغلنا كل شيء ولا يمكنني القول لا خدمات إلا للمقعدين ليس صحيحاً، كما أنه يصعب نقل وتنقل المقعدين البعيدين والأصعب تجمعهم في مكان واحد مع المدربين لهذا فضلنا السلامة مبدئياً إلى أن تستقر الأمور.

ريم عثمان، مدربة في مشروع أثر وعملها مجاناً وبلا أجر  قالت :  من الواجب أن نقف بجانب أهلنا وناسنا في المحن والأزمات بكل حب، ونقدم للمحتاجين فيهم كل ما نستطيع من خدمات وأقلها التعليم لتوفير فرص عمل، وفي المشروع دربت شباب وبنات وجرحى وذوي شهداء، فكان الذين هم أشد حاجة قد أبدوا استعدادهم للخوض في سوق العمل وانطلقوا بمشاريع صغيرة لأجل رد سؤال الحاجة عن فمهم وتأمين لقمة عيش أسرهم ونسأل لهم النجاح ، وقد بدت نتائج المشروع واضحة فرجال تفوقوا في دورة الوشم والتاتو، وأرامل  تقوقن بصناعة العطور لتكون لهم جميعاً الهدايا ومنتجات أعمالهم في حفل الاختتام والقادم أحلى.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار