قرار وزاري خاص بسوسته يقضي على زراعته النخيل ثمار الأنبياء والأمراء أراضينا تنبئ بنجاح زراعته

الوحدة 19-8-2020

 

 

تعد شجرة النخيل من الأشجار ذات العمر الطويل وثمرتها قديماً كانت من الأطعمة الهامة لبقاء الإنسان واستمراريته في الحياة، وقد ذُكرت هذه الشجرة المباركة في القرآن الكريم عشرات المرات، طولها يصل لأكثر من ٢٥ متراً.

ثمارها في البداية يكون بلحاً وعند النضوج يصبح تمراً، وهذه الشجرة لا تثمر إلا بوجود نوع ذكري وآخر أنثوي بالجوار، حيث يتم التلقيح وإعطاء الثمرة المباركة، فيمكن لهذه الثمرة أن تعطي غذاء كاملاً لمتناولها فهي تحتوي على الكثير من البروتينات والألياف والمعادن المهمة مثل الكالسيوم والحديد والكبريت والصوديوم والماء والسكريات المفيدة وغيرها، أما فوائدها الصحية فهي كثيرة ومتنوعة فالبلح والتمر يعالج كافة المشاكل الهضمية وارتفاع الضغط وتقي من أمراض السرطان وحساسية الجلد والدوار وغيره.

ومن المعلوم أن النخيل يزرع في أغلب البلدان العربية، وفي بلدنا يزرع في البادية والبوكمال وتدمر… إلخ، والأهم من ذلك أنه يوجد في بعض مناطق الساحل وخاصة على منصفات الشوارع والبيوت الفارهة، حيث يتم اعتماد شجرته على أنها شجرة (تزيينية) بغض النظر عن أهميتها الغذائية والاقتصادية.

رأي ذوي الشأن بهذه الزراعة

السيد هيثم الحاجي، من مديرية زراعة اللاذقية: وعند السؤال والاستفسار حول النخيل وأهميته الزراعية والغذائية صفعنا بقرار وزاري يتضمن منع زراعة النخيل ومزاولة تربيته، حيث أوضح أن لديه قرار وزاري بمنع زراعة النخيل وإنتاجه في الساحل لعدم ملائمة زراعته بحجة وجود السوسة الحمراء التي تفتك بهذه الأشجار وثمارها ، مضيفاً أن للساحل مزروعات وأشجار يشتهر بإنتاجها وهي كثيرة، كما أن للجبال البعيدة محاصيل وأشجار يتغنى بجودتها وتفرّدها بين الزراعات.

السيد أكرم شلهوب مدير دائرة الحدائق في مجلس المدينة أكد أن هناك نوعين للنخيل في شوارع اللاذقية الأول ثمري والآخر مروحي وهو بأعداد ومساحات كبيرة، وأضاف: البيئة هنا ملائمة لزراعة النخيل نظراً لوجود عدد كبير من أشجار النخيل تعطي ثماراً بجودة عالية لكن هذه الأشجار تصاب بحشرة السوس، حيث يقوم عناصر وعمال الحدائق بقص وتقليم أشجار النخيل بالتعاون والتنسيق مع مديرية الزراعة والمعنيين حيث تتم إزالة الأشجار المصابة وحرقها لمنع انتشار الأمراض إلى الأشجار السليمة.

وقد شوهدت أشجار النخيل بنوعيته الجيدة في بعض القرى والمزارع وفي مناطق جبلية بالإضافة إلى زراعتها في مداخل البيوت بقصد الزينة، كما انتشرت زراعتها في عدة قرى قريبة أهمها القنجرة وهي من النوع الممتاز جداً وخاصة حجم الثمرة وطعمها ولونها المميز وحملانها أكثر من جيد ذو جدوى اقتصادية جيدة.

بعض المالكين لهذه الشجرة لهم رأيهم

السيد علي معروف من قرية القنجرة أكد أن شجرته قديمة (حوالي ٢٥ سنة) زرعت عدة حبات نمت إحداها وأعطت هذه الشجرة، وقال: يصيبها سوس النخيل وتتم مكافحته بأدوية خاصة متوفرة في الصيدلية الزراعية، وأكد أن هذه الشجرة قابلة للتفريخ وشجيراتها بجانبها أكبر دليل.

السيد حاتم عبود أيضاً من القنجرة، لديهم نخلة يؤكد أن عمرها حوالي ٣٠ سنة، حيث تمت زراعتها وكانت شتلة صغيرة وأخذت تنمو حتى أثمرت وأعطت حبات بجودة عالية، وعن كيفية الإثمار وطريقته يقول: يتم تلقيحها بجلب فرع ذكري ويتم وضعه داخل عنقود شجرة النخيل الأنثوية وهي طريقة بدائية لتلقيح الثمار، كما يتم التلقيح عن طريق النحل وكذلك الهواء وتتم الاستفادة من بلحها وتمرها وذلك بتخميرها لتصبح عجوة ذات مذاق حلو ولذيذ، ويؤكد المالكون لهذه الشجرة أن الحبة الملقحة يتكون داخلها بذرة أما الغير ملقحة لا تحتوي لهذه البذرة.

أما عن القرار الخاص بمنع هذه الزراعة فهو جائر إلى حد كبير وخاصة أن هذه السوسة هي سببه أو بحجة عمره الطويل حتى يعطي إنتاجاً، بالمقابل كان هناك حلّ لأمراض الحمضيات سواء مكافحة الذبابة أو أمراض أخرى وكذلك كان هناك حلّ لأمراض تصيب أشجار الزيتون وهي كثيرة أيضاً وتمت عمليات المكافحة للعديد من الأمراض والآفات التي تصيب ثمار المزروعات والمحاصيل.

ومع الأسف فقد جنح أغلب المزارعين والمهتمين إلى زراعة الفواكه الاستوائية (أفوكادو – كيوي – شوكلا – البابايا ، المانغا … وغيرها)، حيث مردودها المادي من المتوقع أنه أفضل لهم من أية زراعة أخرى، ثمارها للميسورين فقط أو لجهة التصدير لخارج البلاد، كما قام الكثير من المزارعين بإزالة وقلع أشجار الحمضيات والميل باتجاه زراعة ورق الدوالي ذو المردود المادي السريع وهذا العام أصاب هؤلاء ما أصابهم من هول أسعاره الكارثية التي أطاحت بطموح مزارعين ليس لهم إلا مردود ما تعطي أراضيهم وشقاؤهم.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار