الفطر مادة غذائية وفوائد طبية علاجية

الوحدة 18-8-2020  

 

عرف الفطر منذ القديم على أنه مادة طبية وغذائية حيث أطلق عليه اسم غذاء الروح وتتتشر زراعة الفطر بأنواعه المتعددة، سواء ما هو صالح للأكل أو ما يدخل في الصناعات الدوائية والغذائية وكذلك أو ما يستخدم في المبيدا الحيوية وقد وصلت زراعته في زمننا هذا إلى مراحل متقدمة.

 وللحديث أكثر عن مادة الفطر وأهميته من جميع النواحي التقينا الدكتورة جيهان متوج دكتوراه بالهندسة الزراعية والقائمة على إدارة منشأة للفطر في قرية ستمرخو والبداية كانت عن قيمة الفطر الغذائية والتي لخصتها بالقول: يعد الفطر مصدراً جيداً للبروتين وللعديد من العناصر الغذائية الهامة وهو مصدر وفير لفيتامين (d) وغيره من الفيتامينات أما اقتصاديا فتعتبر زراعته بشقيه الأبيض والمحاري من الزراعات المجدية من الناحية الاقتصادية وهو يشكل دخلاً إضافياً للأسر التي تبحث عن مصادر دخل إضافية لرفع مستوى معيشتها.

أما بيئياً فتعد زراعة الفطر من الأعمال التي تساعد على تدوير الكثير من المخلفات الزراعية كروث الحيوانات والقش الناتج عن المحاصيل النجيلية مع قيمة ومردود اقتصادي عال وفي ظروفنا الحالية والحصار الظالم الذي تعرضت له بلدنا لابد من العمل على زيادة عدد المنشآت الخاصة والتي نستطيع من خلالها التصدي لهذه العقوبات ولهذا الحصار من خلال الاعتماد على ذاتنا وعلى المعطيات البيئية المتوفرة.

أما عن تأسيس المنشأة في قرية ستمرخو فقالت بأنها منشأة إنتاجية علمية تعمل في عدة مجالات أولها إنتاج بذار الفطر بشقيه الأبيض(البوتون) والمحاري حيث يتم كل هذا في مختبر مجهز بكافة الأدوات والمعدات الضرورية اللازمة لإنتاج  البذار بنوعية جيدة.

يتم العمل في المختبر وفقاً لدراسة علمية دقيقة نبدأ بثمرة ونجتاز العديد من المراحل ليتم في آخرها تحضير البذار من خلال تحميل للسيليسيوم الخاص بالفطر على بذار القمح القاسي وهي المهمة النهائية التي يقدم في أخرها البذر التجاري ذي النوعية الجيدة للإخوة مزارعي الفطر.

المرحلة الثانية من العمل فهي زراعة الفطر وإنتاج الثمار للنوعين حيث جهزت المنشأة أربع صالات لزراعة الفطر الأبيض وقد تم تجهيز الرفوف ذات الأبعاد المناسبة لزراعة هذا النوع من الفطور كما زودت الصالات بأجهزة ضبط رطوبة وحرارة لتأمين الظروف المناسبة للزراعة كما وتوجد في المنشأة صالة واحدة لزراعة الفطر المحاري حيث زودت هذه الصالة بكل ما يلزم لزراعة هذا النوع من الفطر.

ويقوم العاملون في هذه المنشأة بتجارب علمية مستمرة وبحث دائم وخاصة في مجال الفطر الطبية المتوفرة في البيئة المحلية والتي تحظى بالكثير من الاهتمام نظراً للفوائد الطبية المتوخاة منها وخاصة في مجال معالجة الأمراض المزمنة والخطيرة.

عوائق وصعوبات

وعن الصعوبات التي تواجه المنشأة قالت د . متوج بأنها تتمثل  بعدم توفر الكهرباء بشكل منتظم وعدم توفر المصدر المائي والمعاناة الكبرى في الطريق الذي يصل إلى  المنشأة الذي يتصف بضيقه وكثرة الأعشاب على جانبيه وعدم اتساعه لسيارتين باتجاهين مختلفين وهو ما يؤثر سلباً على وصول القاصدين للمنشأة سواء للتعلم أو للشراء وهذا ما ينطبق على التسويق.

وفيما يخص التسويق فقالت متوج بأن المعاناة كانت كبيرة في بداية العمل وذلك لعدم معرفة الناس الفطر بالشكل الجيد وكان لهذا أثر بالغ من الناحية الاقتصادية حيث تسبب في تلف جزء كبير من الإنتاج وقد بذلنا جهداً من قبل العاملين في المنشأة على التعريف وتشجيع الاستهلاك للفطر الطازج لأنه  يحقق أكبر فائدة غذائية وطبية ممكنة وقد حققت المنشأة غايتها في كل مما سبق وأصبح تسويق الفطر متاحاً وهو ما سيشجع الكثيرون وأخص بذلك ربات البيوت اللواتي يبحثن عن عمل وعن دخل إضافي في تجربة زراعة الفطر المحاري في المنازل في أركان مهملة غير مستخدمة وبالتالي يكون لربة المنزل فرصة هي تغذية أفراد أسرتها بمنتج عالي القيمة الغذائية ولربما يتاح لها التسويق منه.

 وأكدت الدكتورة متوج على استعداد المنشأة وبشكل تام لاستقبال المواطنين الراغبين بزراعة الفطر وتدريبهم ومتابعتهم واستعداد المنشأة لتقديم كل ما يلزم لطلاب كليات الزراعة والعلوم من تجهيزات مخبرية ومواد لإتمام دراستهم وتقديم النصح والاستشارة لهم، و لتقديم البحث العلمي لطلاب الدراسات العليا لما له من أهمية في المرحلة التي تمر بها سورية.

ونوهت د. متوج بالتعاون الكبير الذي تقدمه مديرية الزراعة من جميع النواحي ومواكبة عمل المنشأة وتقديم المساعدة بشكل دائم.

أميرة منصور

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار