توفير ما يقارب الان (10) مليارات ثمناً للمبيدات في التسعينيات.. مركز المكافحة الحيوية في اللاذقية الأول في سورية.. إنتاج 7 أعداء حيوية في خطة 2020 .. إنشاء معمل للمبيد الحيوي الميكروبي في زراعة اللاذقية

الوحدة 18-8-2020  

يعد تطبيق أساليب المكافحة الحيوية أحد أهم الأنظمة الآمنة بيئياً في ظل المتغيرات العالمية التي تدعو إلى تطبيق أنظمة الجودة والسلامة الصحية والغذائية والأسس التي وصفتها منظمة التجارة العالمية في مجال التبادل التجاري للمنتجات الزراعية والمتمثلة في فرض شروط صارمة على نوعية هذه المنتجات وسلامتها من الآثار المتبقية من المبيدات حيث أدى استخدام المبيدات الكيميائية إلى أضرار ومخاطر على المنظومة البيئية والتوازن الحيوي والإخلال في الموارد الطبيعية التي تشكل القاعدة الرئيسية للتنمية البشرية وهذه الأخيرة تعتبر الأساس الذي تعمل من أجله كل وسائل التقدم العلمي والتطور التكنولوجي في العالم.

 هذا ما بدأت به الدكتورة ناديا إبراهيم الخطيب رئيس دائرة المكافحة الحيوية في مديرية زراعة اللاذقية وتابعت قائلة: تتسبب الآفات الزراعية في خسائر بالغة للمحاصيل الزراعية تبلغ 35-40% بحسب تقارير منظمة FAO ما يدفع المزارع لاستخدام المبيدات الكيميائية وهي الوسيلة الأسرع في القضاء على الآفات لكن مع الاستخدام الخاطئ لها مu زيادة عدد مرات الاستخدام والتركيزات العالية أدى إلى زيادة معدلات التلوث وتراكم بقايا السموم في غذاء الإنسان والتربة والبيئة المحيطة وأثبتت العديد من الدراسات أن الكيماويات الزراعية لها تأثيرات سرطانية وتأثيرات تحدث تشوهات خلقية نتيجة تراكم المبيدات الكيميائية خلال فترات طويلة وهذا ما استدعى تطبيقات المكافحة الحيوية والاهتمام العالمي بها للحصول على بيئة سليمة ومنتج آمن خالٍ من الأثر المتبقي للمبيدات.

 سورية من الدول الرائدة بالمكافحة الحيوية

 وقالت د. الخطيب: تعدّ سورية من الدول الأهم والرائدة بتجربتها في مجال المكافحة الحيوية ويتبنى المشروع الوطني لتطوير المكافحة الحيوية في سورية تطبيق برامج التربية والإكثار الكمي للأعداء الحيوية باستخدام عناصر المكافحة البيولوجية (المفترسات، الطفيليات، الكائنات الحية الدقيقة، والممرضة للحشرات)، واستخدامها كبدائل حيوية وآمنة للمبيدات الكيميائية.

 

 مركز المكافحة الحيوية في اللاذقية

 التجربة الأم في سورية

 ويعد مركز المكافحة الحيوية في مديرية الزراعة بمحافظة اللاذقية المركز الأم والمركز الأقدم في تجربة المكافحة الحيوية على مستوى سورية وقد حقق نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية وكانت الانطلاقة الأولى للمركز عام 1992 عندما اجتاحت آفة الذبابة الصوفية البيضاء حوض المتوسط وتم تسجيلها في سورية بمنطقة البصة على أشجار الحمضيات عام 1990 حيث فشلت جميع الجهود في السيطرة على هذه الآفة بعد استخدام كمية 100 طن من المبيدات الحشرية و 1116 طناً زيت صيفي من قبل وزارة الزراعة بدون أي نتائج إيجابية لذا تم إدخال المتطفل كالس نواكي  cales Noaki المتخصص بمكافحة الذبابة الصوفية البيضاء بتاريخ 19/9/1992 من إيطاليا.

 أجريت عمليات التربية والإكثار الكمي لهذا المتطفل في المركز وفق القواعد والأسس العلمية والعملية للتربية وتم بنجاح كبير انتاج ونشر 15,5مليون طفيل استطاع أن يخلق عملية التوازن السريع خلال سبعة أشهر ونصف بفعل تدعيم المساحات المزروعة بهذا المتطفل والتي بلغت 17710 هكتارات في محافظة اللاذقية آنذاك وتعتبر هذه التجربة /المكافحة الحيوية للذبابة الصوفية البيضاء/ أحد أهم الأمثلة الناجحة والرائدة في مجال تطبيق أسلوب المكافحة الحيوية في مكافحة الآفات في سورية وعلى المستوى العربي والعالمي إضافة إلى أنها ساهمت في تعميق وترسيخ الثقة بين مزارعي الحمضيات والفنيين الزراعيين وأدت إلى انخفاض نسبة استهلاك واستخدام المبيدات من 1216 طناً عام 1992 إلى 1,3 طن عام 1995 وتم توفير ما يقارب مليار ليرة في تلك الفترة كانت تدفع ثمناً للمبيدات الكيميائية السامة ما يعادل 10 مليارات حالياً.

 المركز ينتج 7 أنواع أعداء حيوية

 وتابعت د. الخطيب: تأسس مركز المكافحة الحيوية لينجز أعمال المكافحة الحيوية على المحاصيل الزراعية في الساحل السوري (حمضيات، محاصيل بيوت محمية، تفاح) وذلك عام 1999 والآن المركز ينتج نحو 7 أنواع من الأعداء الحيوية وفق الخطط الإنتاجية التالية لعام  2020 وهم:

 1- المفترس كريبتوليموس مونتروزيري لمكافحة مجموعة حشرات البق الدقيقي على أشجار الحمضيات.

 2-مفترس الأكاروس الأحمر /فاتيوسيلوس برسيميلس/ لمكافحة العنكبوت الأحمر ذو البقعتين على محاصيل البيوت المحمية/ مليون مفترس/.

 3- المتطفل أنسيرتوس أورانتي لمكافحة الحشرات القشرية الرخوة على أشجار الحمضيات /50 ألف متطفل/.

4- المتطفل افلينوس لمكافحة حشرة المن القطني على التفاح /600 ألف متطفل/.

 5- المتطفل تريكوغراما برنسيبيوم لمكافحة حشرات حرشفيات الأجنحة /بيوض/ على محاصيل البيوت المحمية /60 مليون متطفل/.

 6- المتطفل براكون لمكافحة حشرات حرشفيات الأجنحة /يرقات/ وعدده مليون متطفل.

 7- الفطر تريكوديرما على شكل أطباق حاملة للفطر ومسحوق بودرة لمكافحة فطريات التربة وتتضمن الخطة الإنتاجية 5000 طبق بتري و 2 طن مبيد حيوي على شكل مسحوق بودرة وهو المبيد الأول في سورية وباسم حصري لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي  Bio th wp

 توزيع الأعداء الحيوية المنتجة مجاناً

 وأكدت د. الخطيب: يقوم المركز منذ تأسيسه على توزيع جميع الأعداء الحيوية المنتجة فيه مجاناً على المزارعين وفي عام 2019 وضعت تسعيرة رمزية للمنتج الحيوي   bio th wp وبسعر التكلفة حسب تحليل أسعار 2018.

 ويتم نشر وتوزيع الأعداء الحيوية وفق برنامج مدروس وبالتعاون بين المهندسين المختصين في دائرة المكافحة الحيوية ومهندسي دوائر المناطق والوحدات الإرشادية.

 الآفاق المستقبلية

يتم حالياً التجهيز لإنشاء معمل للمبيد الحيوي الميكروبي بوفاريا باسبانا

بعد موافقة رئاسة الحكومة ووزارة الزراعة على إنشائه وتمويله في مبنى المبيدات الحيوية في دائرة المكافحة الحيوية مديرية زراعة اللاذقية.

 ويهدف المعمل لإنتاج أبواغ هوائية ومغمورة ونتج أنزيمي من الفطر الممرض  بوفاريا باسبانا وتشكيلها بصورة مبيدات حيوية لمكافحة أهم الآفات الإقتصادية في سورية.

 ويعمل الفطر بشكل فعّال تحت الظروف الطبيعية ضد الكثير من أنواع الحشرات الاقتصادية الضارة وقد تم حصر حوالي 300 عائل حشري لهذا الفطر وأهم عوائله الرئيسية ذات الحساسية العالية للإصابة (دودة الشمع الكبير، خنفساء البطاطا، سوسة النخيل الحمراء، الذباب الأبيض، حافرة أوراق البندورة الكولومبية، توتا اسولتا) وصانعة أوراق الفول والمن والتربس والبق الدقيقي و البسيدا والخنافس ولا سيما خنافس الأوراق وذات المنقار والحلم ويرقات الفراشات ونطاطات الأوراق.

 تطوير إنتاج (تريكوديرما)

 وقالت الخطيب: يتم تطوير إنتاج المبيد الحيوي (تريكوديرما) لمكافحة أمراض النبات المنقولة عن طريق التربة والانتقال من العمل اليدوي إلى العمل الآلي المؤتمت والمعملي لتلبية احتياجات المزارعين من هذا المبيد الهام حيث يعد استخدام هذا الفطر في الزراعة من الطرق الآمنة بيئياً فهو صديق البيئة ويتميز بسهولة تطبيقه واستخدامه وسهولة عزل السلالات المحلية المتأقلمة مع الترب السورية.

 وختمت د. الخطيب: إنّ  تتالي نجاح برامج المكافحة الحيوية في سورية يعزّز تقليص استيراد المبيدات وإحلال بدائل المستوردات وتوفير القطع الأجنبي والاعتماد على الإنتاج المحلي وبخبرات علمية وطنية.

 صباح قدسي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار