الوحدة: 17- 8- 2020
أشهد أن للشوك وروده، كما للورد شوكه فأعد ترتيب خطاك يا أيها المتعب من ثقل الهموم, ونقّل شفاه أمانيك فوق خطرة صدر ترتمي الشهوة في حناياه جيشاً من عيون.
هل جربت يوماً أن تنادي خطاك الحائرة فوق طريق تهشّم من درب الغواية غوء على حوافيه؟
هل أصغيت ذات تعب إلى شجو مزمار من قصب؟
هل ساهرت شرفتك وهي تغرق في أرقها؟ ورحت ترنو إلى غيمة وقت شاردة؟
هل جربت أن تكتب قصيدتك فيحترق القلب من القهر ومن الشعر؟
هل آخيت يوماً بين شقائك ووجع الحوافر التي تدق باب أيامك؟
هل خطوت ذات وجع على أعطاف صبح يصحو على مترعٍ من غمام؟
هل نظرت في مرآتك وتملّيت وجه طفولتك, ورأيت كيف ترهج الظلام اشتياقاً, وكيف راحت العيون تفح حنيناً, وكيف امتدت يداك لتداعب مطارح الشيب في فوديك؟
هل تركت موّالك- ذات طريق- يخاتل في الوديان, ثم أصغيت لآخر صوت وهو يهاجر من حنجرتك ؟ هل عرفت ما قاله الصوت؟
هل تركت لعينيك تراقصان الحلم, وتستريحان على ضفة الفرح ثم تركت روحك تشدد فتفيض البيادر قمحاً وعطاء. ويطفو رحيق الزيزفون؟
هل أيقظت هواك وركضت بدرب العصافير وارتديت تعبك الهارب من وشوشة الموج ثم أرحت جسدك على مفترق تهجع الأحلام به من دفء القبل؟
سيف الدين راعي