رحلة في قطار..

الوحدة: 17- 8- 2020

 

كنت أريد أن أستمتع بـ (صافرته) وأنا بداخله، لا أن أهرب منها، وهي التي تسبق ارتجاج الأرض أمامه، وهو يستعجل محطاته المنتظرة..

من طرطوس إلى اللاذقية، يصعد بمئات الطلاب صباحاً ويعود بهم عصراً، على جناح من الأمان وراحة البال..

عندما كنّا صغاراً، كنا نعتقد أن حقول القمح تسابق خطواتنا، تريد أن تسبقنا إلى حيث طمرنا أحلامنا الطفولية كبيض قبّرة تنتظر حرارة الحياة لتخرج إلى الحياة ولوبلا زغبٍ!

كبرنا ومازلنا نعتقد أن هناك خلف تلك التلال البعيدة ما هو أجمل مما بين أيدينا ولكن وكلما اقتربنا من تلّة (صفّرت) لنا، مثل القطار، أنها ليست المحطة الأخيرة، وأن ما نبحث عنه ربما خلف التلّة التالية، أو خلف أيّ تلّة..

بلغت الرحلة مداها, وصلنا قرب دوار اليمن، ترّجلنا وخرجنا من المحطة تتسابق إلى ميكرو باصات حفظت مواعيدنا وحفظنا وجعنا فيها..

قلّبنا الأوراق.. كانت الأسئلة في هذا اليوم صعبة بعض الشيء.. لكن سننجح لا محالة، إن لم يكن في امتحانات الجامعة، ففي تغلّبنا على متاعب هذه الحياة..

أردد هذه الشكاوى على مسامع أمي وأبي فيضحكان ويقولان: يا فرخ القطا، لم تعتد بعد على حرقة الرمال في صيفٍ لا يرحم..

يارا غانم محمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار