هل افتقدنا القدوة؟

الوحدة: 16-8-2020

 

نشاهد إذا ما توفر لنا بعض الوقت لقطات نمطية في المسلسلات والأفلام القديمة, لربّ الأسرة عندما يطالع جريدة أو يقرأ كتاباً, كيف يحاط بهالة من الهدوء والاحترام لهذا العمل ( الجليل) وكيف يقدم له ( فنجان القهوة) دون أي ضجيج حتى لا يقطع تركيزه!

هذه الصورة النمطية (الجميلة) لم يستطع آباؤنا الحفاظ عليها أو نقلها إلينا لا لأنهم لا يحبون ذلك, أو يبخلون بها علينا بل لأن ظروف الحياة أقسى من أن يفكروا بهذه (الكماليات)!

الثقافة وبكل أسف تحولت من (حاجة عليا) للبشرية إلى ترف معيشي تخلى عنه كثيرون..

مئات العناوين الرائعة التي تزين مكتبة لا عمل لها في بيتنا إلا (الزينة) ولا يزورها إلا الغبار ومع هذا يرفض الأهل التخلي عن أي كتاب فيها, ونرفض نحن الأبناء تقليب ولو بضع صفحات فقط من أحد كتبها!

نحفظ كل (المقولات) الجاهزة المتعلقة بأهمية القراءة وضرورتها في موضوع التنشئة الفكرية والاجتماعية ومع هذا لا نأخذ بأي من بنودها.. يصر أبي على تكرار مقولة (أجمل ما قرأت) ويتبعها بمقطوعة للشاعر السوري فايز خضور تقول:

كسرة خبز تكفيني

لو تتأتى لي من غبار النجوم

وأرتوي

لو مر بي هاجس

يحمل في نواياه

رائحة المطر

عبثاً رحت أفتش عن اللغز الذي يجعل أبي على كل هذه الدهشة, قرأت المجموعة الشعرية كاملة. وكالبرعم, يحتاج الندا والهواء تفتحت مسامات إدراكي وعرفت ذلك القصر الشاهق من الصور الرائعة التي جعلت أبي يقول (الله) .

هي دعوة للقراءة, لم أعرف قيمتها إلا بعد أن عشت نتائجها, ففي بطون الكتب ما يعوض هشاشة الحياة التي تعصرنا بـ (سخافتها) معظم الأحيان.. قد لا يتوفر لنا الوقت أيضاً, تماماً مثل أهلينا السارحين في مناكبها, ولكن إيقاف تشغيل الهاتف النقال لمدة ساعة يومياً قد يمنحنا هذا الوقت فهل نفعل؟

يارا غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار