الوحدة: 16-8-2020
قال لها: نحن في زمن الانحناءات والمنحنيات، إنْ لم نكسرها فلنجلس تحتها.
أجابت بنصف ربيعٍ: ها نحن ننحني حتَّى ذابت قاماتنا!
والسَّبب أن َّ داخل البنفسج قامةٌ لا تعلوها أبراج الضّوء.
بصدق الطّفولة أضافا يقولان معاً: ليتنا (قيس) و(ليلى) فهما ما زالا يجوبان بخُفِّين صحراويِّين، وحين يتعبان، يستظلان بخْيمةٍ ولا كُلِّ الأشجار.
سمعهما عرَّافٌ تبعثرت أبراجه، فراح يصنع سُلماً مائياً يعلو به الأسوار ويقول: لم لا فنجمةٌ بثلاثة رؤوسٍ تجمع عاشقين وعرّاف، أفضل بكثير من فيروس (الكورونا) الَّذي هو أشدُّ غموضاً، على مدنٍ مكتظّة طوَتْ خيامها، وعلّقت أشعارها على خيوط (الأمصال).
الفقراء الأثرياء
(كورونا) الموضوع المخيف المرعب، همُّ العالم الثَّري قبل غيره.
أدخل الرّعب إلى كُلِّ كائنٍ بشريٍّ.
أمَّا أنا فكنت أبتسم وأقول: أليس الفقراء أثرياء بأحلامهم؟
وأكثر هؤلاء الفقراء: يبحثون عن أمنياتهم في الازدحام، وبعض الطَّوابير كانت لا لشيء سوى أنَّها وُجدت بحكم العادة.
حتَّى العادة صارت حاجة شديدة لا يمكن العيش من دونها!
وكما تجهد الأمواج في استقدام البحر إلى الشَّاطئ، كنت أستقدم المناسبات الثريَّة التي لم أحقق منها شيئاً.
يا للعمر الَّذي ذهبت مناسباته؟!
سمير عوض