الوحدة 12-8-2020
الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، ينفعل ويتفاعل مع محيطه مبدياً العديد من ردود الأفعال إزاء ما يصادفه من مواقف وسلوكيات حياتية، ولكي ينمو الطفل بشكل سليم ومتوازن لا بد أن تكون المسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة وأجهزة الإعلام والمجتمع بشكل عام، فدور الأهل لا ينتهي عند تأمين احتياجات أطفالهم المادية والمعنوية، وكذلك لا يقتصر دور المدرسة على تأمين وسائل التعليم وأدواته ومدخلاته ومخرجاته، والأمر نفسه بالنسبة لمؤسسات المجتمع الأخرى – أياً كان المجال الذي تختص به من ترفيه وتسلية وتربية– فلكل دور أهميته في حياة أطفالنا، والأهم من فردية هذه الأدوار، هو تكاملها وتضافرها لتشكل إطاراً أساسياً لشخصيتهم وسلوكهم وسماتهم المستقبلية، ويبقى – التعامل الاجتماعي السليم مع الأشخاص المحيطين بنا والمواقف التي تصادفنا- من السمات الهامة التي تميز أصحاب الشخصيات المتزنة والفاعلة في المجتمع، والتعامل السليم، أعزائي أصدقاء واحة الطفولة، يبدأ من التفاعل الصحيح مع المواقف الاجتماعية كافة وينتهي باتخاذ القرارات الصائبة والتي تقدم الفائدة لكم وللمجتمع الذي يحتضنكم، ولكي تخلصوا إلى هذه النتيجة الجيدة في المواقف التي تعيشونها لابد من مقومات تكون أساساً راسخاً لهذه العلاقة التفاعلية مع الغير أهمها الدعم والمساعدة المعنوية والفعلية والنصيحة المخلصة والكلمة الحلوة والحوار القائم على الاحترام احترام الذات والمشاعر والأحاسيس والاتزان في أنماط السلوك المختلفة التي نتبعها مع أنفسنا ومع المحيط الخارجي . وكل ذلك يشكل سبيلاً يمكننا من خلاله أن نتعامل بصدق مع أهلنا وأصدقائنا ومع من نصادقهم في حياتنا اليومية.. وبذلك نمثل النواة السليمة للمجتمع الذي نعيش فيه ، فالتعامل السليم مع الناس يبنى على درجات متتالية يتوجب علينا أن نرتقيها درجة درجة للوصول إلى أعلاها وهذا البناء هو ما يؤسس لعلاقات تتمتع بالمتانة والثقة .. إذ كيف يمكننا أن نحافظ على صداقاتنا ونحن نبنيها على سبيل المثال بطريقة خاطئة كالمزاح الخطير أو الثقيل معهم أو السخرية منهم أو مجاملتهم وعدم الصراحة معهم .. كلها أمور تجعل صداقاتنا تنحرف عن مسارها ومدارها . ومن هنا تأتي أهمية التفكير السليم في بناء علاقاتنا الاجتماعية لنضعها في إطارها الصحيح الذي يحفظها بالطريقة المثلى ويجعلها تتابع سيرها في مداها الرحب .. وبالتالي لا نكون التلميذ أو الطالب المجد والمجتهد والمهذب فحسب بل نجمع مع هذه الصفات صفة الصديق الوفي والابن الواعي الذي يحترم قواعد التعامل الاجتماعي والانساني بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ سامية وقيم نبيلة.
فدوى مقوص