لن ينطفئ سحر الورد وبهاؤه أسرار ديمومة تجارة الورد ونباتات الزينة رغم الظروف الصعبة

الوحدة 11-8-2020  

 

 (اشتر الورد لعلك تقابل في الطريق من يستحقه) عبارة نستقي منها الكثير من الحكمة، وعلى مر الزمن كان ولازال الورد الترجمان الأكثر بلاغة للإفصاح عن المشاعر بين المتحابين.

 ومع تطور ثقافة تبادل هدايا الورد شيئاً فشيئاً في مجتمعنا المحلي، تغيرت المفاهيم حول فكرة شراء الورد الطبيعي باعتباره من الكماليات وأصبح للورد ببهائه وحسنه سطوة على النفوس لكسب الرضا وتعزيز الألفة بين الناس والأحبة.

 لكن حالياً وبسبب الظروف الاقتصادية السائدة و الخانقة بعد مرور حرب عشر سنوات وانتشار مرض كورونا عالمياً تراجعت حركة بيع وشراء الورد محلياً ما شكل تهديداً لقطاع  إنتاج الورود ونباتات الزينة على اعتبار أنها من الكماليات.

 ورغم ذلك فإن متاجر الورد القديمة التي شكلت جزءاً من ملامح المدن مازالت تتابع عملها بجد وتقاوم الرهان الخاسر على غياب ألق هذه المهنة، كما إن لأصحاب متاجر الورد نظرة مختلفة والخبرة الكافية لثبات هذه المهنة والحفاظ على مقومات نجاحها على مر الزمن رغم الظروف القاسية و الصعبة وهذا هو محور اللقاءين التاليين:

الألوفيرا تتصدر قائمة المبيعات في  متجر (أزهار أوغاريت) باللاذقية:

39 عاماً في تجارة الورد ونباتات الزينة  في متجر أزهار أوغاريت، أناقة الزهور المغلفة بتصاميم ملفتة تملأ الواجهة إلى جانب نباتات الزينة المتنوعة التوليب والزنبق والأوركيد والغاردينيا وغيرها.

يقول عدنان درويش من أبناء محافظة اللاذقية (شيخ كار  تجارة الورد) مؤسس متجر أزهار أوغاريت منذ عام 1965 في مدينة حلب ومن ثم متجر أزهار أوغاريت باللاذقية 1981: كانت سورية تشهد ازدهاراً ملفتاً على مستوى الوطن العربي في تجارة الورد ذلك أن سورية مناخها معتدل وتمتلك مساحات واسعة من الأراضي  إذ كانت في الفترة ما قبل الحرب تصدر نباتات الزينة لكافة دول المنطقة الأردن ولبنان والعراق والخليج العربي.

 وخلال فترة الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية تراجعت هذه التجارة لكنها لم تتهاوَ بل حافظت على رونقها ذلك أن الطلب على الورد ونباتات الزينة مستمر.

موضحاً أن مشتل زهور ونباتات الزينة  الذي حرص على إقامته ساهم بالحفاظ على أنواع الورود ونباتات الزينة وتوافرها بشكل دائم في متجر أزهار أوغاريت إضافةً إلى توزيعها على أغلب المحال في مدينة اللاذقية وفقاً للطلب لاسيما أن إهداء الورود  في جميع المناسبات من أفراح و أتراح و الأعياد العامة والخاصة.

وحول الجديد في تجارة الورد ونباتات الزينة بيّن السيد درويش أن الالوفيرا شهدت رواجاً وإقبالاً بين الناس فلقد تصدر هذا النبات قائمة المبيعات في المتجر منذ عشر سنوات، ذلك أنها تدخل في صناعة  منتجات التجميل وهي مفيدة ومعالجة للبشرة والشعر.

وذكر السيد درويش أن نبات الالوفيرا يناسبها مناخ سورية المعتدل ولاسيما المدن الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ونبات الالوفيرا يحتاج إلى ضوء الشمس لكن بشكل غير مباشر كما إن كثرة إروائه بالمياه يلحق الضرر به، ويفضل سقايته إما صباحاً أو مساءً لأن شمس النهار تحرق جذور النبات علماً أن جفاف التربة دليل على احتياج هذا النبات للماء لكن بكميات قليلة جداً.

– متجر أزهار العريس – جبلة  ونباتات زينة تؤكل ثمارها:

صاحب محل متجر أزهار العريس الشاب سامر آصف عريس طالب حقوق حدثنا عن تجارة الورد  بقوله:

منذ عام 1980 افتتح والدي هذا المتجر لبيع الورد وحينها لم يلق التشجيع المطلوب إذ  لم تكن  فكرة إهداء الورد رائجة كثيراً، ومع الوقت أعتاد الزبائن على زيارة المتجر للتعرف على أنواع الورود ونباتات الزينة الجديدة وأصبحت فكرة إهداء الورد عادة مجتمعية رائجة في كل مناسبة، وهناك زبائن لا ينقطعون عن شراء الورد مهما كانت التكلفة حتى أن البعض يحتفظ بالورود مطولاً ويقوم بتجفيفها للذكرى ولأجل استخدامات كثيرة.

 

وحول أنواع  الورود ونباتات الزينة المطلوبة والمتوافرة في المحل يقول الشاب سامر: في المتجر أنواع متعددة  نذكر منها:  ياسمين، فل، غاردينيا، القلب الدامي،  الصباريات، الملكية، أنتريوم، الآروم، شوكة المسيح وحديثاً شجيرة الغاردينيا المثمرة التي تؤكل ثمارها الحمراء.

وكذلك الزنبق  والتوليب وهي من الورود المستخدمة لتنسيق الهدايا وباقات الورود، إضافةً إلى القرنفل و لويزيانا والكريز والجوري والتوليب.

وذكر الشاب سامر أن استمرار تجارة الورد رغم جميع الظروف الصعبة يعود لأسباب كثيرة أن بعض الزبائن من عشاق الورد ونباتات الزينة اعتادوا على تبادل هدايا الورد ونباتات الزينة  في جميع المناسبات، أضف إلى ذلك أن هذه التجارة لا يمكن التلاعب بأسعارها أو احتكارها لذلك بقيت ضمن حدود المعقول وبأرباح متواضعة (حسب رأيه ) للحفاظ على استمرار هذه المهنة ، و حالياً يتراوح ثمن الوردة حسب جودتها من 200 إلى 500ل.س، ويمكن تشكيل باقة ورد بمعدل وسطي يضم 15 وردة بمبلغ 4500 ل.س.

 ومن جهة أخرى فإن تجارة الورد شاملة لجميع المناسبات من أفراح وأتراح وهنا يكمن سر استمرارية هذه المهنة.

ونوه الشاب سامر بدور مشاتل الورد للمزارعين الذين يشكلون الضمانة لاستمرارية هذه التجارة، علماً أنهم لا يلاقون التشجيع والدعم رغم ارتفاع ثمن الأسمدة الزراعية، مشيراً إلى أن خلال فترة الحجر المنزلي التي فرضت في سورية بسبب الكورونا اضطر المزارعون إلى رمي الورود بسبب إغلاق المتاجر ولاحقتهم الخسائر.

وحول الورود الصناعية بأشكالها الجديدة الجميلة الأنيقة والطلب عليها من قبل الزبائن بيّن الشاب سامر أن الورود الصناعية  يتم طرحها في الأسواق  بتصاميم ملفتة و ألوان زاهية و هذا ما يدفع أصحاب محال الورود إلى عرضها إلى جانب الورود الطبيعية ،  رغم أن الكثير يقبل على شرائها لكن لا غنى عن الورود الطبيعية في جميع المناسبات و لاسيما عيد الأم و المرأة والحب.

 خلاصة الأمر أن تجارة الورد تحتاج إلى الخبرة والصبر  و الاكتفاء بأرباح معقولة  من أجل ضمان رضا الزبائن وتلبية أذواقهم بتقديم أفكار و تصاميم جديدة ، ويكفي أن للورد سحراً سرمدياً لا يمكن مقاومته كيفما تبدلت الظروف و تغيرت الأحوال..

ازدهار علي 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار