وسيم محمد فياض: القناعة تجعل الحياة جميلة رغم أوجاعها

الوحدة 11-8-2020  

 

الألوان الزاهية تبعث الشعور بالسعادة، وتجعل كل أم تمسك طفلها بيدها تتوقف  ليملأ طفلها عينيه  وقلبه بالسعادة.

الألعاب البحرية تشكل هاجسأ للأطفال ومتعة حقيقة في الصيف، ينتظرها الأطفال مع كل موسم حار.

 أبو علي (وسيم محمد فياض) الذي خدم في الجيش العربي السوري ٨ سنوات يعود إلى خيمته المعروفة لأكثر من خمسة عشر عاماً على الكورنيش البحري قبل أن يصبح لوحة فنية ينقصها الشاطئ الدافئ الذي كان ملكاً لأبناء طرطوس.

يقول أبو علي: سنوات طويلة مرت مع بداية موسم الصيف نعمل أنا وأخي وابن خالتي في هذه الخيمة التي تؤمن دخل لأربع عائلات.

قديماً عندما كان الشاطئ الرملي ملكاً لنا كانت الناس تشتري ألعابها وتتجه إلى البحر من دون تعقيد، وأنا أبيع  المسابح والألعاب البحرية والمنافخ والقوارب والأوراق واللباس البحري والمناشف وكل ما يخص السباحة، وقد اخترت هذا النوع من المواد لأبيعها لأنها جزء مهم من متعة الأطفال  تجذب الصغار بألوانها.

أما عن الموسم السياحي هذا العام فهو موسم سيء إذا ما قيس بالسنوات الماضية

 والسبب الخوف من كورونا وقناديل البحر جعلت الناس تترك البحر وتتجه إلى المسابح المنزلية لحماية أطفالهم.

 

بالتأكيد الابتعاد عن البحر نتيجة هذه الظروف أثر على عملنا في البيع ولكن الحمد لله الأمور ميسورة والمهم الشعور بالأمان.. ثماني سنوات مرت وأنا بعيد عن أطفالي وأنا أعيش قسوة الحرب مع رفاق السلاح  وقرار التسريح شملنا وأعادنا سالمين إلى  أطفالنا، كنت أتمنى الاستمرار في خدمة الوطن  مع رفاق السلاح.

 نحن بالعمل هنا تتحدى ظروف فقرنا خاصة وأننا بعد التسريح لم نتمكن من تأمين أي وظيفة، والعمل الحر هو الضمان الوحيد لأطفالنا.

أكثر ما نعانيه هو ارتفاع الأسعار بشكل يومي وهذا ما لا يتقلبه المواطن في البداية ولكن هذا واقع على الجميع وكلنا بدأنا نتقبله مرغمين.

ويتابع أبو علي ويقول: موسم عملنا هنا قصير يبدأ من حزيران وينتهي في الأسبوع الأول من أيلول، بعدها أقوم بصيد الأسماك لأبيعه لتكون هي مصدر رزقي  خلال فصل الشتاء، وعموماً نحن مواطنون نعيش على العمل اليومي.

أحلامنا سعادة أولادنا وتأمين حاجاتهم، في النهاية القناعة تجعل الحياة جميلة رغم أوجاعها، ومن يجد له عملاً شريفاً لن يموت من الجوع حتى لو عاش فقيراً.

زينة هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار