الري الحديث

الوحدة 11-8-2020  

 

تحقيق الأمن المائي والغذائي يتحدد في الاستخدام الرشيد للموارد المائية والبحث عن وسائل جديدة تمكن الاستفادة من كل قطرة ماء متاحة ووضع الضوابط لها بعد تفاقم تناقص المياه الجوفية والسطحية بشكل كبير، وصار الاستثمار الأمثل للموارد المائية وإعداد الخطط الإنتاجية والاستثمارية الطموحة ضرورة ملحة يفرضها الواقع الذي تعيشه بلادنا وخاصة بعد تعاظم الطلب على المياه والحاجة الماسة المتزايدة للغذاء في ظل الظروف المناخية الصعبة المتقلبة السائدة والجفاف والموارد المائية المتجددة المحدودة.

وتمثل المياه مصدراً هاماً من مصادر القوة الرئيسية في حياة الإنسان والنبات، والقطاع الزراعي هو الأكثر استهلاكاً للمياه في سورية، ويهدف التمويل للري الحديث في ري وسقاية المزروعات بطرقه المختلفة (الرزاز- التنقيط) بدلاً من أساليب الري التقليدية بالراحة، وبشكل متطور ومدروس إلى زيادة المردود الاقتصادي للمحاصيل الزراعية وزيادة المساحات المروية عبر تطوير الكفاءة الفنية والاقتصادية لاستعمالات المياه في الزراعة وترشيد استخدامها بإدخال تقنيات متقدمة حديثة للري ودعم المزارعين بالقروض لشراء وسائل الري الحديثة وشبكات الأنابيب الحقلية المناسبة للظروف المناخية في بلادنا والمؤاتية للفلاح السوري ولحجم الحيازات من الأرض التي يمتلكها.

ويهدف الري الحديث إلى توفير أفضل الطرق لزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية والاستخدام الأمثل للمياه وتقليل الهدر في الكميات المفقودة منها وتوفير الرطوبة المناسبة حول النباتات لتأمين نموها وحمايتها أثناء فترة الجفاف عبر اختيار طريقة الري المناسبة لطبوغرافية الأرض وقوام التربة ونوع النبات المراد زراعته وحاجته للمياه ومدى توفر المياه في المنطقة المراد ريها والحفاظ على العناصر الغذائية الهامة للمنتج الزراعي.

التحول للري الحديث يساهم في دعم الاقتصاد الوطني عبر اتساع رقعة الأرض الزراعية المنتجة وتحسين مواصفات الإنتاج وزيادة المردودية كماً ونوعاً وترشيد استخدام المياه للري وتقليل استهلاكها، حيث يوفر الري بالرزاز نسبة

(25-30)% من المياه، والتنقيط يوفر نسبة 40% إضافة إلى سهولة تخديم الأراضي الزراعية وسهولة التشغيل والاستخدام وعدم الحاجة إلى تسوية وتمهيد الأرض ومنع انجراف التربة ومواجهة الصقيع وتقليل اليد العاملة اللازمة وزيادة كميات الإنتاج في وحدة المساحة وتقليل نمو الأعشاب الضارة وتوفير كمية كبيرة من السماد اللازم للمحصول الذي تحتاجه الأرض إلى نسبة 30% والمبيدات الكيميائية والحيوية.

الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا انعكست سلباً على تعميم الري الحديث في كافة المحافظات والمناطق وأدت إلى تراجع كبير في انتشاره بفعل الحصار الاقتصادي الجائر الذي يعرقل استيراد المواد الأولية اللازمة لتصنيع الشبكات، وثانياً استغلال تجار الأزمات له لزيادة أسعارها لتصبح فوق طاقة الفلاح وصعوبة تأمين ونقل المواد وعدم توافر العناصر الفنية الكافية الذين يقومون بالإشراف والمراقبة والتركيب والتجريب وتقديم المشورة والنصح للفلاحين في مواقع العمل ومراقبة جودة تصنيع وتمديد الشبكات والتجهيزات لضمان الفاعلية القصوى لها.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار