الوحدة: 10- 8- 2020
على نوافذ الحياة، عوالم تجمع صورها وتسير بها للزمن ،تغير عوالم الدروب ومعالم البشر السائرين عليها هي اختطاف لروح ولأرواح تحمل معها أوطانها، ترسمها على شاشة تفيض بالألوان تارة وتخبو ألوانها تارة أخرى.
السينما هي هذا العالم الذي ندخله تلقائيا عفوياً أو اختيارياً تتضخم فيه التفاصيل وتقف على محطة، وتجربة إنسانية تلم مفردات حدث ما وربما أحداثاً مع كل مواقيته ولأن الشغف مازال ولم يخبُ في عشق الشاشة التي تبادل أبطال روايتها لنكون نحن في العرض أو نغادر ليحل آخرون يكملون الحكاية تلك الحكاية التي لم تنته فصولها بعد، ولن تنتهي مادام النبض يسري في القلب وفي عالم تبدلت صوره ومعالمه كثيراً ورغم كل التحولات العالمية و معها التكنولوجية التي تمر على كل المجالات، ظلت هذه الصور معلقة على شاشة تبدل مواقعها فقط . السينما عالم قائم بذاته في استقباله وإرساله، هي عالم من السرد ضمن صناعة هامة رسمت ملامح وهويات، فكانت منها السينما الأوروبية والأميركية والعربية والآسيوية…….إلخ ومع تبدل هذا العالم والثورة المعرفية والاتصالية التي غيرت شكل الكوكب ظلت الصورة هي الأهم وظلت ترسم , وتوضح صورنا, مشاعرنا بدقة أكثر.
حول السينما وعالمها والتغيرات التي طرأت عليها، هذا الحوار مع أحد عشاق السينما والعاملين بين عناوينها، والذي كان للسينما رحلة حياة معه, هاجرت إليه بلدانها واحتوته حكاياتها, وصار مرجعاً ثقافياً لرواد الفيلم وقاصديه, إنه عصام طوبال المعروف عند الجميع بأبي الياس, صاحب مركز (الفن السابع) للأفلام , شغفه هذا دفعه وهو في بداية العشرين من عمره للانتساب إلى نادي السينما الذي قال عنه: (النادي علمني كيف أحضر الفيلم وأقرؤه جيداً), ولاصق عشقه للسينما نسخ الأفلام وبيعها يرافقها مع ملاحظاته الإيجابية أو السلبية حول هذا الفيلم أو ذاك, حتى غدا مركزية للتلاقي السينمائي في زمن تغير جذرياً شكل العرض ومقوماته، ولأن الصورة هي الأهم دوماً, هي التاريخ والحاضر والآتي تحمل شخوصها المتعاقبة للسينما وصناعاتها قبلاً وحاضراً ومستقبلاً كان لنا حوار حول صندوق الدنيا هذا وشاشة الحياة التي نطلّ منها دوماً.
– كيف شدتك عوالم السينما إليها، وكيف كانت بداياتك معها؟
كنت كالغالبية أشاهد الأفلام المعروضة بالصالات للتسلية وبعد انتسابي للنادي السينمائي باللاذقية بالسبعينات تعلمت كيف أحضر الفيلم من كل زواياه ومدلولاته وتحول الفيلم عندي إلى قطعة فنية لها سمات وأهداف.
– ما هو حجم الإقبال على الفيلم ،وخاصة أن السينما خضعت للتحولات التكنولوجية والاجتماعية والثقافية العالمية؟
رغم كل شيء فالفيلم يظل الفن الذي يستهوي جميع فئات المجتمع والإقبال عليه كبير.
– ماهي الأفلام الأكثر طلباً، وماهي المزاجية العامة للسوريين، ولماذا برأيك؟
نظراً للظروف الحالية فالغالبية يهربون من واقعهم بحضور أفلام ليست بحاجة إلى تفكير كأفلام الأكشن والكوميديا والرعب والخيال العلمي مع شركة مارفل.
– ما هي الأعمار التي تطلب الفيلم بشكل عام؟
الغالبية من فئة الشباب بين سن الخامسة عشر والخامسة والثلاثين.
– برأيك وبعد هذه السنوات الطويلة مع عالم السينما، ماهي السينما الأجمل بطرح قضاياها؟
السينما الإيطالية كانت الطليعة مع الواقعية الجديدة مع فللين وبازوليني وغيرهم من العظماء وبدأت العديد من الدول تحذو حذوها والآن أرى في السينما الإيرانية الواقعية ذاتها.
– هناك تصنيفات وتمايز بين السينما الأوروبية والأميركية، برأيك ماهي هذه الفروق، وما تعكس؟
السينما الأميركية موجهة ومسيطر عليها من مصانع القرار من بنتاغون ومخابرات ولوبيات المال والسلاح اليهودية حيث تجعل البطل الأميركي الأوحد الذي يحمي وينقذ العالم هو رامبو وسوبرمان وباتمان وجيمس بوند وإذا اهتمت بالناحية الإنسانية فهي هانيبال لكتر, أما السينما الأوروبية فهي أكثر واقعية تهتم بالتفاصيل والقضايا الإنسانية مع سيطرة لليهود على بعض أفلامهم لتذكير العالم بالمحرقة المزعومة لتستجدي التعاطف الأوروبي.
– لماذا تراجع دور السينما العربية كصناعة وكفن؟
تراجع السينما العربية يدل على ذلك هو ضعف تواجدها في المهرجانات الهامة كمهرجان برلين أو كان السينمائي وعدم تقدمها يرجع إلى ضعف الدعم والتمويل للأفلام الجادة والهادفة من قبل الدولة أو المؤسسات الخاصة وهذه الأفلام ليس لها جمهور واسع ولا يدر أرباحاً كالأفلام المبتذلة التي تعج بها الصالات المصرية على وجه الخصوص.
– السفر عبر شاشة السينما وسحرها، كيف يمكنها التداخل مع العوالم الداخلية لنا، وكيفية التأثير التراكمي والمعرفي للثقافة بشكل شخصي وعام؟
السينما كفن تعكس صورة أي مجتمع فحين مشاهدة الأفلام العالمية (غير الأميركية) فكأني أسافر حول العالم عبر الزمان والمكان والتاريخ والجغرافيا عبر السهول والجبال عبر الشعوب بتنوعها واختلافاتها بالعادات والتقاليد تدخل داخل تفكيرهم تدخل غرف نومهم ومعيشتهم كيف يفرحون وكيف يحزنون وكيف يتألمون كيف ينهضون من الرماد كيف يتقدمون نحو المستقبل ونحن نائمون لا حاجة لي إلى السفر فإني أسافر إلى كل البلدان عبر السينما.
– كيف ترى مستقبل الفيلم السينمائي وصناعته؟
تسيطر الآن عدة شركات كبرى على صناعة الأفلام نص نتفليكس وأمازون وغيرها والاستخدام المفرط للتكنولوجيا في صناعة الأفلام سيفقدها رونقها وجمالها وواقعيتها وجديتها.
سلمى حلوم