الوحدة: 10- 8- 2020
جميعنا يواجه المشاكل في الحياة اليومية وبأشكال مختلفة، فكل فرد معرض للإصابة بنوبات القلق والتوتر أثناء حياته، وهي كما يقال: علقم الحياة, خليط من غموض النفس والحزن والتشاؤم عندما تتراكم صعوبات الحياة وتتفاقم وما أكثر الظروف والحالات التي تدفع المرء للوصول إلى هذه الحالة، فثمة كثير من النيران, ولكن ليس ثمة ما يكفي من المداخن لامتصاصها، لأن الإنسان تثقل كتفيه ضغوطات الحياة المعاصرة، وفي أغلب الأحيان يستسلم لنوبات القلق والتوتر, خاصة إذا كان طبعه سوداوياً وتشاؤمياً ينظر إلى نصف الكأس الفارغ وليس الممتلئ، البعض منا يكون ضحية للكآبة الصغرى أو كما تسمى زكام العقل بسبب سعة انتشارها ولهذه للكآبة تأثير عميق على الشخص السوداوي, يحس معه وكأن الشقاء هو قدر مكتوب ومنغص للحياة, ولا سبيل إلى الخلاص منه، وكثير من المكتئبين يعودون بكآبتهم إلى أيام طفولتهم, حتى يخيل إليهم أن هذه الصفة قد رافقتهم منذ نعومة أظفارهم، وبالرغم من شمولية الكآبة الصغرى منذ أقدم العصور, إلا أن مفهومها حديث العهد في ميدان الصحة العقلية, ويعزو بعض الخبراء هذه الحالة إلى حياة الإنسان في مجتمع مختل الروابط الاجتماعية, وانتشار المخدرات والخمور والمصاعب الاقتصادية, وانفراط عقود الحياة الأسرية والزوجية, وصعوبة البحث عن معنى للحياة، ويؤكد الخبراء: أنه في حالة الكآبة الصغرى إذا بقيت بدون علاج, ولم تتحسن حالة المكتئب خلال (12-14) أسبوعاً, فإنها تتطور إلى كآبة كبرى, وهي حالة مرضية تتم المعالجة عن طريق العلاج النفسي وعقاقير منع الكآبة.
بقي أن نقول: إن القلق ملح الحياة, وعندما يفرط الإنسان في تناول الملح في طعامه فإنه يواجه مشاكل صحية متنوعة وخطرة أحياناً.
لذا يجب أن نعيش ونتذوق طعم الحياة بحلوها وبمرّها, وكلما اقتنعنا بذلك كلما أصبحت حياتنا أفضل وأبهج، وكمال يقال: (صعّبها بتصعب, هونها بتهون).
رفيدة يونس أحمد