مشط!

الوحدة: 10- 8- 2020

 

قال لها يا فلانة… ماذا كنت فاعلة تزوجت عليك ثانية؟!

وكان هو ابناً لهامور كبير يملك شوارع ترقص البنايات على ضفتيها وكأنها تؤدي (تعظيم سلام) للعز والجاه والدنيا التي أقبلت بعد تمنع على الرجل العصامي بخليها وخيلاتها فوترته ووترت كل من حوله بعد أن كان يعيش لسنوات عيشة هانئة رضية في ظلال القليل ولكنه الآن لا يعرف إلا لغة المليارات وقد زوج ابنه إلى أحد الذين تحالف معهم ضد الفقر.

وللمصاهرات في بلادنا العربية أثرها الكبير لأن عالمنا العربي كل ماضيه يقوم على العلاقات الشخصية بدءاً من تسجيل ابنك في المدرسة وانتهاء بمن يحضر للصلاة على جنازتك حين تغادر هذه الدنيا وليس معك شيء منها إلا الخرقة البالية والناس خصوصاً العرب يحبون الوجاهة حتى في الموت.

ألا تلاحظ بعد نهاية فترة الحداد لمن يوجهون الشكر في الجرائد إنها عقدة الوجاهة المفقودة في عالمنا الفارق في حب المظاهر إلى شوشته كما يقول إخواننا المصريون الذين تجد عندهم لكل شيء إما مثلاً وإما نكتة.

وحتى يأتي اليوم الذي نفيق فيه من حب المظاهر والتعلق بالقشور تكون الدنيا قد انتهت والعالم قد تغير أو لا يكون هناك شيء في هذه المعمورة اسمه عرب فقد زهقت علينا أمم الأرض وجاءنا القوي بقوته وسلاحه ليفرض علينا ما يريد ومن يريد دون أي اعتبار لقيمنا وأفكارنا وتراثنا وجاءنا الضعيف راغباً فيما يتوافر من فرص العمل التي غيّرت لغتنا وأثرت في تقاليدنا وها هي العولمة تهجم علينا بشراسة ولا حيلة عندنا سوى بقية من الرفض الذي يوشك أن يسلم رايته ولم يعد لهويتنا العربية غير هذه لمفردات المحكية أما لغة التعليم والعمل فهي اللغة الإنكليزية شئنا أم أبينا وعلينا جميعنا أن نتعلمها حتى لو أراد الواحد منا أن يشتغل سائق تكسي، فالسياح أيضاً أجانب ومن حقهم أن يستخدموا لغتهم ولا يعقل أن يتعلم الواحد منهم العربية حتى يتحدث بها في أثناء فترة إجازة مدتها اسبوعان، ونعود إلى صاحبنا ابن الذوات الذي تركنا سؤاله معلقاً وهو يسأل حرمه المصون عن كيفية تعاملها مع خبر زواجه الافتراضي فأجابته عرضاً سيكون بيني وبينك المشط.

ولم يفهم صاحبنا معنى كلمة مشط وأخذ يسأل نفسه إن كانت ستمشط شعرها فرحاً أم حزناً أم ستضربه بالمشط أم ستسرحه من الخدمة الزوجية أم ماذا ونظراً لأن لديه الفلوس  ولديها الجاه فقد نفذ تهديده المبطن وتزوج عليها فما كان منها إلا تنفيذ تهديدها باستخدام المشط الذي كان ولعلم القارئ العزيز مشطاً لمسدس يحوي عدة طلقات أفرغتها في رأسه ويا له من مشط يفتح الرؤوس بدل أن يسرح الشعور.. واستطاعت بنفوذ عائلتها أن تطلع من الموضوع كما تطلع الشعرة من العجين بعد أن حولت مخه إلى عجينة.

لمي معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار