الكلمة الحلوة… جرعة حب بين الزوجين

الوحدة: 10- 8- 2020

 

الكلمة الطيبة لها مفعول السحر, وكلمات الحب بلسم زلال يروي تربة الحياة اليومية بين الزوجين ويضفي عليها البهجة والسعادة، فكلمة رقيقة من الزوج تمنح المرأة بأبسط تعبير عن العواطف والمشاعر التي تتأجج في بداية الزواج ثم ما تلبث أن تتضاءل ويخفت نورها حتى تنطفئ وتختفي. فهل يضعف وهج الحب بعد الزواج.. أم تداعيات الأزمات وقانون الحياة تفرض قيودها وتنظم حركة ونبضات القلوب. تقول نهاوند (أم أمجد) وصوتها يملؤه الحزن: المرأة في قرار نفسها تشتاق لهذه الكلمات لكن مجتمعنا لا يزال يعاني من سيطرة المفاهيم الخاطئة، إذ بعض الأزواج لا ينادي زوجته بكلمة حب ولا حتى باسمها، وإنهم تركوا مثل هذا الكلام لأولادهم وأحفادهم ،قبل زواجنا كان زوجي يكثر من عبارات الحب والغرام لدرجة أكون فيها عاجزة وخجلة وغير قادرة على الرد، وبعد أن كثرت الأعباء والمسؤوليات تلاشت وقلت كلمات الحب تدريجياً لدرجة انعدامها نهائياً وقد حاولت مراراً على إعادة إنعاشها لكن زوجي يصمم على أننا كبرنا ولا تليق بنا هذه الحركات إمام الأولاد. مسعود عبد الله: مع تراكم متطلبات الحياة وستائرها التي تخفي كلمات الحب حيث يعود الرجل متعباً من عمله ويحتاج للراحة بعد عناء نهار طويل، والرجل ليس متهماً وحده لنسيان كلمات الحب لا بد أن هناك خللاً وتعقيداً من أحد طرفي العلاقة، أنا أحد الرجال الذين يعتبرون الحب تصرفاً واحتراماً،ليس بالقول فقط بل بالمعاملة والفعل وهو أفضل من رش الكلمات المزخرفة والحب تظهره المواقف تجاه الطرف الآخر، وعلى الزوجة أن تتفهم نفسية وطبيعة زوجها ولها الدور الأكبر في دفعه للبوح بمكنونات مشاعره وإخراجها ولو كل حين، علماً أن البعض من النساء مفهومها خاطئ وكثرة الدلال تفسد نفسيتها فتصاب الغرور مما يدفع الزوج إلى تهميشها في حياته . من أسباب غياب كلمات الحب بين الزوجين تغيير نمط الحياة من اللامسؤولية قبل الزواج إلى المسؤولية والأعباء والأولاد بعد الزواج وانشغال الطرفين بتكوين أسرة ناجحة وتأمين متطلبات الحياة تقول السيدة ريما أحمد: هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى اختفاء الكلمة اللطيفة والحب، هناك نوع من الرجال يفتقدون القدرة والأسلوب بسبب طبيعة تربيتهم ودخول المنغصات الحياتية والظروف الاقتصادية الصعبة وتسارع إيقاع الحياة المعاصرة والانشغال بأجهزة التواصل داخل المنزل وخارجه، والتوفيق في اختيار الشريك ما يؤدي إلى كثرة الخلافات والمشاحنات وفتور العلاقة الزوجية، وعندما تُهمل الزوجة نفسها ومظهرها وتبخل على زوجها بالكلمات الحلوة والنظرات المؤثرة مما يشعره بالنفور والرد بنفس الطريقة. على الزوجين أن يتفهما أن الكلمة الحلوة تساهم في نجاح الحياة الزوجية وتلطيف وقع الحياة القاسية ، والمرأة بفعل طبيعة تكوينها النفسي بحاجة دائماً إلى جرعات من الحب وكلماته لإشباع غريزتها الأنثوية والأمومة وبإمكانها أن تدفع الرجل للتفوه وحثه على أهمية وجودها في حياته.

 معينة جرعة

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار