الوحدة: 9-8-2020
ليس مقبولاً عند العاقلين ما حصل مع لاعبي المنتخب في أول معسكر لهم تحت إشراف التونسي نبيل معلول، فاكتشاف إصابات اللاعبين والكادر الإداري بعد دخول المعسكر حيز التنفيذ يوحي بأن هنالك قصوراً ذهنياً أو تقصيراً في أداء الواجب المنوط باتحاد كرة القدم، ولا منطق يعتد به كي تجمع ثلاثين شخصاً أو أكثر ضمن حلقة واحدة في زمن الكورونا من دون أن تتأكد من سلامتهم.
السرعة في استدعاء اللاعبين قبل توفير الظروف الملائمة كانت كفيلة بإحداث كارثة صحية على مستوى منتخب البلاد، علماً أن أمر جمع اللاعبين وإخضاعهم للمعسكر، لم يكن ملحاً، وكان من الفرض الواجب على إدارة المنتخب أن تبحث الأمر جيداً، وأن تفكر ملياً قبل زج المجموعة في معركة مع الفايروس المتوثب هذه الأيام.
كان ممكناً أن تعم العدوى كل مكونات المنتخب لو لم تكتشف الإصابات في أول الطريق، وكانت العدوى مرشحة لأن تنتقل إلى كل من يحتك بأعضاء المنتخب أثناء تنقله وإقامته وعلاقته مع الإعلام، وكل ذلك كان سيجعل المعسكر بؤرة لتفشي المرض خارج أسواره، فالجميع لديهم عائلات سيختلطون بهم بعد حين، وربما لا تظهر عليهم الأعراض ولكنهم قادرون على نقل العدوى كما ثَبُت عند المهتمين بحيثيات الفايروس.
نلوم اتحاد الكرة لأنه أطاع المدرب في طلب المعسكر على عجل، فالأهم من تنفيذ (أوامر) المعلول هو الحفاظ على صحة اللاعبين وعدم المغامرة بحياتهم كرمى لرغبة المدرب، وفي هذه الحالة بالتحديد، كان الاتحاد قادراً على إجراء مسحات لكل المدعوين إلى المعسكر، وانتظار نتائجها قبل الولوج إليه، ولكن الإطاعة العمياء لرغبة المدرب(الأجنبي) كفيلة بجعل القائمين على المنتخب ينفذون ما يطلبه بلا حسابات، فقط لأنه أجنبي، فلو كان يحمل الجنسية السورية، لرُفضت طلباته، وكان هو المأمور لا الآمر.
الغريب في الحكاية أن مواقع التواصل لم تشن هجوماً على من دعا إلى المعسكر، ولم تهاجم اتحاد الكرة على تقصيره، وسبب الامتناع هو هوية المدرب، فلو كان أيمن الحكيم أو فجر إبراهيم على رأس الجهاز الفني، لشهدنا حفلات من الردح والشتيمة، واتهامات قد تصل إلى حد الإثبات بأنهما المتسببان في ثقب طبقة الأوزون.
نرجو أن يتماسك اتحاد العميد حاتم الغايب أمام طلبات الكابتن معلول، فليس كل ما يقوله أو يطلبه الأجنبي صحيحاً، وعلينا أن نحاكم، وندرس كل تفصيل قبل إعطاء صك الموافقة، لأن التوقيع على بياض سيجعلنا كالدمى في يد رجل واحد، يعرف كيف يسلب اللب، ويقنع المتلقي بحديث منمق جذاب.
غيث حسن