الوحدة: 9-8-2020
لحظة العمر الأخيرة, وتنطفئ المصابيح..
في حضرة صمتك أفتح نوافذ غربتي ..
أتوسل إلى السماء:
أن تفتح لك طريقاً أبيض في الحياة..
الطرق مغلقة, ولحظات التوسل تنقضي وتتلاشى
في حضرة الموت..
الأيام لن تتوقف.. مشينا القليل منها..
كم سنمشي معهم بعد ذلك؟!
بيت الطين.. المدرسة.. الحقول, والمراعي..
ساقية المرة, والدروب التي أكلت من أقدامنا..
على ضفاف النهر, وفوق التلال ما زلنا نردد:
سنهزم الإقطاع والصهاينة والمتآمرين..
ونتذكر:
لعبة ” المشتك1″ والطميمة2″
والسهر على البيادر , ومناجاة القمر والنجوم..
ونتذكر:
خبز التنانير, وجرار الماء على الأكتاف..
وأغمار الزرع, والحطب الذي ينقلنه على ظهورهن
من أعماق الوديان وأطراف السواقي والأنهار..
فانوس الكاز, والأثفية..
البقرات, وجرن العين..
الأفاعي السوداء التي كانت تتدلى صيفاً
من بين قصب وعيدان السقوف..
” والطراريح” التي ننام عليها
والاختباء خلف عنابر البيوت المتهالكة من القدم
والمتعبة كحياتنا..
المكبة3″ التي تغطي بها أمهاتنا زبدة البقرة وحليبها والباقي من مجدرة البرغل , لوجبة الغذاء القادمة..
حفاة في البراري.. حفاة في النوم.. حفاة في الحياة..
وما يزال الرفيق ناصر, ظهيرة كل جمعة يبشرنا بأن النصر قادم.. قادم..
وبأننا سنهزم الإقطاع والصهاينة والمستعمرين.. وسنحيل الليل إلى النهار.
ظهيرة كل جمعة , يجمعنا الرفيق ناصر … أحياناً يكون برفقته
رفيق زائر.. مسؤول كبير من المدينة. لنردد معه الشعار والقسم بأننا:
سنهزم الإقطاع..
سنعيد فلسطين..
المناضلون والثوار سينتصرون
وسنرمي إسرائيل في البحر
سننتصر.. سننتصر
مادام الشعب والله معنا..
سننتصر!
بديع صقور