بأي حال عدت يا عيد؟ كثرة في العرض تترافق مع ضعف هائل في القدرة الشرائية..

الوحدة 29-7-2020

 

لم يعد مشهد الأسواق كسابق عهدها، ولم يعد ما يعرض في الواجهات من أنواع وأشكال مختلفة من مستلزمات المنزل والأسرة تلفت انتباه المواطن، كما لم يعد التسوق قبل العيد حاجة ملحة، فالوضع الاقتصادي الضيق يشدد الخناق على المواطنين، ويضعهم في حيرة أمام خياراتهم للتسوق قبل العيد، هناك ضعف واضح في حركة البيع والشراء مرده إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين.

لمعرفة دور دائرة حماية المستهلك في جبلة استعداداً للعيد حدثنا رئيس الدائرة المهندس سليمان محرز فقال: بالنسبة للإجراءات المتخذة من قبل دائرتنا استعداداً للعيد تم تفعيل جميع دوريات الرقابة التموينية على مدار الساعة حتى في ساعات الليل للوقوف على واقع الأسواق وبيان توفر المواد وانخفاض أسعارها بحكم انخفاض سعر الصرف حيث انخفضت  الأسعار من (١٠ – ٢٠ % ) وفي طريقها للانخفاض أكثر وتفعيل خط الشكاوى بشكل دائم لتلقي شكاوي المواطنين على مدار الساعة بالإضافة لتسيير دوريات إلى محلات الألبسة والإكسسوارات النسائية واحتياجات العيد، نحن متواجدون على مدار الساعة ونحتاج لتعاون المواطن معنا.

وخلال جولتنا، التقت الوحدة عدداً من المواطنين، كان في حديثهم حرقة مما آلت إليه أحوال أسواقنا وارتفاع الأسعار الجنوني الذي طال كل شيء.

المواطن عصام محمد، موظف قال: بالنسبة لي العيد لن يمر على منزلنا، لن أشتري أي  شيء، في السنوات السابقة كانت للعيد بهجته وترتيباته، أما الآن لا قدرة لنا على شراء مستلزمات حياتنا اليومية البسيطة، أقل شيء كلفته في ظل هذا الارتفاع الجنوني للأسعار ٢٠٠ ألف ليرة فكيف في حال فكرنا بشراء مستلزمات العيد نحتاج في هذه الظروف إلى (٥٠٠) ألف ليرة، راتبي لا يكفي خمسة أيام وباقي الشهر بقدرة الله كيف تمر لا ندري، تعبنا من الديون ومن كل شيء، اللحمة الحمراء أصبحت زائراً لحياتنا في أحلامنا وكنا نعوض عنها بالفروج الذي غادر أيضاً موائدنا، أما الحلوى فلها هي الأخرى أحاديث تطول، أحسن شيء الله يفرجها على الجميع.

المواطنة سهيلة معلا، موظفة: عن أي عيد تتحدثين في حياتنا لقد ألغي العيد وطقوسه من حياتنا منذ زمن، أنا موظفة، وزوجي موظف، ورواتبنا مع بعضها تصل إلى (٩٥) ألف ليرة، عندنا خمسة أولاد، اثنان في الجامعة والعام القادم ابنتي طالبة بكالوريا وهي بحاجة إلى دروس خصوصية، والباقي في المرحلة الإعدادية، حياتنا أصبحت جحيماً، لا أعلم كيف ستمر علينا هذه الأيام، كل شيء يكوي جيوبنا قبل قلوبنا ولا أحد يرحم، والكل حجته الدولار ارتفع وعندما ينخفض الدولار لا شيء ينخفض، كل الأسعار ترتفع ولا شيء ينخفض، العيد لا يأتي لنا إلا بالأوجاع والأحزان، هناك أصناف من الحلوى نسينا شكلها وطعمها والباقي في الطريق، الثياب حتى الألبسة الاوروبية المستعملة التي كانت تعوضنا عن الألبسة الجديدة أصبحنا نعاني من ارتفاع أسعارها، هذه الحياة أصبحت مستحيلة واستمرارنا فيها يحتاج إلى معجزة.

المواطنة سلافة سلهب، ربة منزل، قالت: لا أدري عن أي وجع نتحدث، العيد بالنسبة لنا بالأحاديث منذ زمن فكيف في هذه الظروف عندي ثلاثة أولاد جميعهم في المدرسة وأنا غير موظفة، زوجي موظف وأنت لست غريبة عن راتب الموظف وكيف يصرف وكم يوماً يتحمل، نعيش حياتنا اليومية بأقل متطلبات ممكن نعيش فيها، اللحمة الحمراء والفروج أصبحا منذ زمان مغادرين لطعامنا، أما طقوس العيد التي نسمعها من الناس فهي ليست لنا ولأمثالنا نحتاج لمعجزة ربانية حتى تجعلنا نستمر في هذه الحياة، الأسعار مولعة نار، وحرقت معها قلوبنا وجيوبنا وأي مادة سعرها يرتفع لا تعرف طريقها إلى الانخفاض إذا انخفض الدولار.

غانه عجيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار