فرع حاضنة دمر الحرفية باللاذقية: خبرة شيوخ الكار لتطوير أكثر القطاعات إنتاجية وعراقة

الوحدة 29-7-2020

 

يعد القطاع الحرفي من أهم القطاعات الاقتصادية الوطنية وذلك بالنظر للدور الكبير الذي يقوم به على صعيد توفير فرص عمل لشريحة واسعة من اليد العاملة الباحثة عن فرصة واستثماره للموارد والمواد الأولية الوطنية وزيادة القيم المضافة المتأتية منها وإسهامه في توفير الكثير من السلع والمواد التي تحتاجها السوق المحلية ودعمه الإيرادات العامة من خلال ما يسهم به في تأمين القطع الأجنبي عن طريق تصدير منتجاته إلى الأسواق العالمية إلى جانب الكثير من الفوائد المباشرة وغير المباشرة التي يسهم في تحقيقها هذا القطاع الذي اشتهرت به سورية منذ الأزل حيث لا زالت بصمات الحرفي السوري واضحة وجلية في مختلف مجالات هذه الحرف التي استطاع المنتج السوري منها الوصول إلى مختلف الأسواق العالمية مستفيداً من خبرة الحرفي السوري وبراعته.

وقد حظي هذا القطاع العام على اهتمام واسع من قبل القيادة السياسية في سورية حيث جاء الاتحاد العام للجمعيات الحرفية ليشكل الإطار الذي يجمع الحرفيين وينظم عملهم ويدافع عن مصالحهم وهو الأمر الذي لمسنا آثاره واضحة في مختلف مفاصل العمل الحرفي وقطاعاته والآن وفي ظل ظروف الحرب والحصار التي يعيشها وتزداد اليوم أهمية هذا القطاع الهام الذي يضم الآلاف من الحرفيين والمئات من الحرف التي تلبي احتياجات السوق من مختلف المنتجات وهو الأمر الذي دفع القائمين على هذا القطاع للتفكير في إيجاد الآليات التي تزيد من فعالية هذا القطاع  وتسهم في تحقيق مواكبته لروح العصر ومتطلبات المرحلة وهو الأمر الذي ولد فكرة إنشاء حاضنة دمر الحرفية التي تضم خيرة الحرفيين السوريين العاملين في مختلف الحرف التي عرفت وتميزت في سورية على مدى السنوات الطوال من مسيرة العمل الحرفي في سورية والتي تسعى إلى الارتقاء بالعمل الحرفي ليواكب لغة العصر وليستطيع المنافسة والبقاء في ظل الظروف الصعبة التي تحيط بنا وإذا كانت إنجازات الحاضنة قد عرفت على صعيد المركز / دمشق/ فإن سعي القائمين عليها امتد ليشمل باقي المحافظات وذلك بهدف تقييم الفائدة واستثمار ما تملكه تلك المحافظات من خبرات حرفية للارتقاء بالقطاع الحرفي السوري إلى مستوى الطموح فكانت إحداث فرع حاضنة دمر باللاذقية إحدى الثمار الهامة لهذا التوجه الذي نطلع على تفاصيله من خلال اللقاء مع الدكتور بشار عيسى مدير فرع الحاضنة في اللاذقية.

حاضنة دمر في اللاذقية

بداية حديثنا مع الدكتور عيسى كانت عن التعريف بحاضنة دمر الحرفية كمشروع تنموي وطني تشرف عليه القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي والاتحاد العام للجمعيات الحرفية حيث تعود فكرة تأسيس هذه الحاضنة إلى 2018 وقد بدأت هيئة المكتتبين في السنة الماضية استلام مقاسمها في دمر إيذاناً ببدء السعي لتحقيق الأهداف التي أقيمت لأجلها الحاضنة والكافية لأحياء الحرف التراثية السورية وتأمين مكان جغرافي مناسب لتواجد شيوخ الكار بمختلف الحرف اليدوية والمهن التراثية بهدف تبادل الآراء والأفكار والمعلومات فيما بينهم بغية الوصول إلى وضع تصور وخطط عمل لتطوير هذا النوع من الصناعات وتخريج أجيال مؤهلة للقطاع الحرفي وتطوير انتاجه وذلك عن طريق مراكز الأبحاث التابع للحاضنة إضافة للعمل من أجل تسويق المنتجات الحرفية عن طريق القسم التجاري حيث تحتوي الحاضنة أيضاً على صالة معارض و قاعة للمؤتمرات ومراكز للتسويق كما وتسعى الحاضنة أيضاً وإضافة لما تقدم إلى اكتشاف المواهب الحرفية وعصرنة الحرف التراثية لتتماشى مع روح العصر إلى جانب اكتشاف الشباب السوري غير المتعلم من خلال تسويق أفكاره واستخراج طاقاته وتنظيمها وتأهيله لامتلاك مشروعه الخاص وتأمين فرصة عمل كريمة لها بالاستناد على ما يملكه من قدرات وإمكانات وذلك بالتوازي في العمل لدعم تبادل المعلومات بين الحرفيين في اللاذقية وشيوخ الكار في الحاضنة المركزية بدمشق بهدف تطوير العمل الحرفي وإعداد المناهج الحرفية لتواكب روح العصر ورفد سوق العمل بكوادر مؤهلة قادرة على العطاء.

وأضاف د. عيسى بأن الحاضنة تسعى أيضاً لفتح المجال أمام ذوي الشهداء وجرحى الحرب من أجل تعلم شتى المهن على أيدي خبراء متميزين في مختلف المجالات والحرف حرف التزيين وصناعة مواد التجميل وتصميم الأزياء وغير ذلك من الحرف الأخرى كاشفاً في هذا السياق عن تخريج العديد من الدورات المتعلقة بالخياطة لجرحى الجيش مضيفاً إلى ذلك ما تصبوا إليه الحاضنة من أجل التنسيق مع الجهات المعنية بهدف تسويق منتجات المرأة الريفية من خلال التشابك بين تسويق المنتجات الريفية وبعض المهن اليدوية الموجودة في الحاضنة المركزية كالتعبئة والتغليف تحضيراً للتسويق الداخلي والخارجي.

حاضنة لصناعة القوارب

وفي الجانب المتعلق بفرع حاضنة دمر في اللاذقية قال د. عيسى: بأن عملها قد انطلق من عدة أفكار أساسية أولها شهرة الساحل السوري منذ القدم في صناعة القوارب وهو الأمر الذي يتيح استثمار هذه الميزة لإقامة حاضنة لصناعة المراكب وقوارب الصيد انطلاقاً من سعي الحاضنة المركزية لاستثمار المزايا النسبية التي تتمتع بها كل محافظة بهدف تطويرها بالشكل الأمثل إضافة للسعي لإقامة جمعية للشرقيات في محافظة اللاذقية بالتعاون مع اتحاد حرفيي المحافظة وتطوير مختلف الحرف بغية  إغناء عملها وتطوير إنتاجها ودعم مسيرتها الانتاجية والتسويقية مؤكداً في هذا السياق استعداد فرع الحاضنة لاستقبال أصحاب الأفكار والمشاريع ودعم أفكارهم وذلك من خلال الاستمارة  الخاصة التي تؤخذ من صاحب الفكرة والتي يدون عليها المعلومات والبيانات الخاصة التي يتم إرسالها إلى الحاضنة المركزية بدمشق من أجل دراستها وإقرار الطريقة التي يمكن من خلالها دعم صاحب المشروع أما من خلال تأمين مستلزمات التشغيل وأي طريقة تضمن الحقوق المعنوية والمادية لصاحب الطلب لافتاً في ختام حديثه إلى تنوع المنتجات في حاضنة دمر الحرفية والتي تتنوع ما بين النحاسيات والصدف والشرقيات وغير ذلك من المنتجات التي يتوفر أغلبها من خلال فرع الحاضنة في اللاذقية والموجود في بناء الأوقاف الطابق الثالث والذي يمكن من خلاله التواصل مع الحرفيين وبيع مختلف المنتجات التي تنتجها حاضنة دمر المركزية بدمشق.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار