التسويق الالكتروني هل يحل بديلاً عن المتاجر؟

الوحدة 28-7-2020  

 

اتسعت دائرة التسويق الالكترونى في الآونة الأخيرة كثيراً لا سيما خلال فترة إغلاق الأسواق حذراً من انتشار كورونا، وهكذا تحولت العديد من المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي إلى بسطة الكترونية يعرض فيها التجار كافة البضائع حتى ما لا يخطر على البال حيث يستطيع أحدهم بكل سهولة عرض وتسويق بضائع مهربة أو سلعة غير نظامية سيما وأن الإعلان والترويج بالمجان.

البيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يحتاج الى متجر ولا رأسمال ولا ديكور، ويمكنه تحقيق نسبة رابحة أكثر من المتاجر كونه لا يتطلب رسوم ونفقات وإكراميات وما إلى هنالك.

  خالد 45 عاماً، كان يعمل في مجال بيع الألبسة النسائية، صار واحداً من هؤلاء الذين تحولوا إلى السوق الالكترونية في عرض بضائعهم، أما عن أسبابه في ذلك فيقول: بعد قرار إغلاق الأسواق وأمام حاجة البعض إلى التسوق والشراء لم أجد  سوى هذا الحل الذي يعتبر مجانياً إلى حد ما لأبدأ من الصفر لعرض بضاعتي.

 أم سامي تقول: لم أتخيل يوماً أنني سأشتري بهذه الطريقة ولكنني فعلت حيث عرضت إحدى المسوقات منشر غسيل وكنت أبحث عن واحد مثله فتواصلت معها واشتريته وقد وجدت هذه الطريقة سهلة لا تكلفنا عناء البحث في الأسواق ويمكن أن يجد المتسوق حاجته بكبسة زر فقط.

 بالمقابل تحدثت سعاد عن تجربتها في السوق الالكترونية قائلة: في البداية وجدت صعوبة كبيرة في عرض البضاعة وكما هو كل شيء صعب في بدايته إلا أنني تجاوزت هذا الأمر ووصلت الى مرحلة التفوق في هذا المجال والأهم انه يحقق نسبة ربح أكبر كونها خالية من الضرائب ورسوم الخدمات مياه كهرباء وتموين وغيرها كل ما تحتاجه جهاز الكتروني وشبكة اتصالات والرزق على الله .

 يذكر أن النساء والفتيات نافسن التجار والرجال في هذا المجال وربما تفوقن عليهن تقول رولا وهي من المعجبات بهذا الأسلوب الجديد وأكثر ما يعجبها هو أن بيع البضائع لم يعد حكراً على التجار وأصحاب المحلات التجارية، إذ بات من الممكن أن يتحول البائع إلى مشتر في لحظة في مواقع التسوق، علاوة على ذلك أتيحت الفرصة لربات البيوت لعرض بعض الأعمال والبضائع التي يصنعونها دون الحاجة إلى التفرغ وبذل الوقت في عملية البيع.

في المقابل يجد الكثيرون أن ظاهرة التسوق لها العديد من السلبيات التي تجعلها غير مقبولة لديهم، حيث أتاح مجالاً واسعاً لعمليات النصب والاحتيال وخاصة في ظل عدم وجود قانون رسمي يحمي كلاً من البائع والشاري على السواء مما ولد حالة من عدم الثقة والشك الدائم بمصداقية الإعلان المعروض.

 يقول سامر: صدمت بالكثير من عمليات النصب التي تتخلل هذا الأسلوب، فأحياناً يتم عرض بضاعة مختلفة أو تحتوي على بعض العيوب دون ذكر ذلك في الإعلان، كما أنه قد يتم بيع البضائع بسعر أغلى بكثير مما توجد عليه في الأسواق التقليدية مستغلين عدم معرفة الشاري بأسعار البضائع والاكتفاء بسعرها المعروض في الإنترنت.

 وهنا لا بد من التمييز بين مواقع خاصة بالتسويق ووسائل التواصل الاجتماعي التي استخدمت في الفترة الأخيرة للتسويق وقد وقع البعض ضحايا للنصب والاحتيال، وخاصة أن أغلب المسوّقين يقومون بالترويج عبر حسابات وهمية، وأغلب من يقعون ضحايا هم من تصلهم البضائع عبر شركات الشحن ضد الدفع، أيّ أنهم لا يستطيعون تسلم البضائع إلا عند دفع ثمنها للشركة، وهنا تكون المشكلة.

وتابع حديثه غالباً تصل بضائع غير التي عرضت لهم، أو ذاتها لكن بجودة منخفضة، أو تالفة، وهنا لا يمكن تبديلها أو إلغاء طلب الشراء كما أن الشراء عبر التطبيقات الذكية أفضل وأضمن كون التطبيق يكون أكثر حرصاً على سمعته وزبائنه، وحاصلاً على تراخيص رسمية تجعل الشكوى أسهل، لكن هذه التطبيقات  لم تنمو كما يجب رغم الحاجة إليها لأسباب عدّة.

ومن الأسباب التي حدت وتحد من ازدهار البيع والشراء الكترونيا غلاء أسعار المعروضات، ومحدوديتها بشكل كبير، وعدم وجود تطبيقات كسبت شهرة أو موثوقية عالية رغم وجود العشرات منها، إضافة لغياب العروض على هذه المنصات، وطلب بعض التطبيقات أجرة التوصيل من الزبائن.

وتعاني سورية من بنية تحتية غير قادرة على دعم التسوّق الالكتروني إلى الأمام، وخاصة عدم وجود دفع الكتروني رغم وجود بوادر بهذا الاتجاه تتعلق بدفع الفواتير.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار