المحامي التشكيلي حسن الخضر: ما يدفعني للفن المحيط الإنساني… والمحاماة لا تخلو من الفن

الوحدة 23-7-2020

 

 

عشق الفن رسماً ونحتاً, وترجم هذا الوله بأعمال فنية مميزة تستحق التقدير, يحمل رسالة الفن ويدّرسها للأطفال إيماناً منه بسمو هذه الموهبة لديهم, يكتب الشعر المنثور والخواطر, شارك في الكثير من المعارض الفنية، يمارس المحاماة, وبنظره هذه المهنة لا تخلو من الفن، إنه المحامي الفنان التشكيلي حسن الخضر..

– تمارس المحاماة والفن التشكيلي, إلى أي حد كان التأثير بينهما؟

كنت أعتقد أن المحاماة مهنة بعيدة كل البعد عن الفن, ولكن عندما مارست هذه المهنة وجدتها لا تخلو من الفن, بالإضافة إلى كونها رسالة تفوق رسالة الفن خطورة وصعوبة، وحيث أن الفن يعالج المشاكل التي يتعرض لها المجتمع بطريقة غير مباشرة نرى أن مهنة المحاماة تتصدى لهذه المشاكل بشكل مباشر وتنخرط بها, ويحمل المحامي على عاتقة مسؤولية حل هذه المشاكل, حتى إنني أطلق على هذه المهنة تسمية مهنة المتاعب, لما يكابده المحامي من مشقة وتعب، وعلى الرغم من اعتماد المحاماة على القانون فيجب على المحامي أن يتحلى بالإنسانية والأخلاق، فالإنسانية لا ترتبط بمهنة من المهن, بل هي صفة لصيقة ببعض الأشخاص, ومن الصعب نزعها عنهم, بل تلازمهم على الدوام.

 – من أين تستقي مواضيع أعمالك الفنية (الرسم والنحت)؟

أستقي أعمالي من المحيط  فهو غني جداً لمن يرغب الخوض في هذا المجال, ولم تكن الطبيعة هي الملهم الأساسي بالنسبة لي, بل هو المحيط الإنساني ما يدفعني للفن، يشدني كثيراً البورترية خاصة في النحت, إذ أنني أفرغ بالنحت ما أشعر به أو أحس, فهو الأقدر بالنسبة لي للتعبير.

 

 – ما الخامات التي تستخدمها في النحت؟

خامات متنوعة منها الخشب والحجر والرخام والصلصال, ولكل منها رونقه الخاص به سواء في التنفيذ أو الملمس والانطباع وبصراحة لا يغني أحدهما عن الآخر أبداً.

– ما الصعوبات التي تعترض الفنانين والفن بشكل عام؟

هناك ثلاث صعوبات وهي الأهم: أولها يخص المجتمع حيث أن مجتمعنا عازف عن متابعة الفن كما يجب, وذلك بسبب انخفاض الثقافة الفنية من جهة, وانخفاض الاهتمام والدعم من جهة أخرى, الصعوبة الثانية هي المكان فأغلب الفنانين خاصة النحاتين ليس لديهم المكان المناسب للقيام بالأعمال الفنية أو التحضير لها, أما الصعوبة  الثالثة والأشد خطورة هي عنصر الزمان فأكثر ما يعاني منه الفنان هذا العنصر فالفن في مجتمعنا لا يلبي للفنان احتياجاته المعيشية, ولا حتى الفنية ولهذا يتجه إلى أعمال أخرى قد تكون بعيدة كل البعد عن الفن من أجل تأمين ما يلزم لأسرته، فلا يبقى لديه الوقت، علماً يجب على الفنان أن يمارس الفن يومياً ما لا يقلّ عن ست ساعات بينما في الحقيقة قد يبقى أحياناً دون ممارسة الفن لفترة تمتد إلى شهر أو أكثر.

 – ما دور  العناصر التراثية في الفن؟

لا أجد نفسي في إعادة التراث, وإن أعدته لم يبق تراثاً بل أصبح حاضراً حتى أنني لا أرغب في تكرار نفسي بإعادة أعمالي ذاتها، فما الفائدة من التكرار.

– ما الرّسالة التي تود إيصالها من خلال تدريبك الفن للأطفال؟

تعليم الطفل بالنسبة لي هو هدف قائم بذاته لتحقيق رغبته وإطفاء جوعه الفني واللوني, ولا أرغب  في تحديد مساره أو توجيهه بأي اتجاه كان فأسلب بذلك حريته وخصوصيته, ولا أريد أن أجعل منهم استمرارية لأي أحد.

– ما رأيك بالمعارض الفنية؟

لا تلبي طموح أكثر الفنانين, فالقليل من المستفيدين وبأعمال ضحلة, بينما الإنتاج الحقيقي لا يعرض, وهذا يشكل خسارة كبيرة للمتلقين وللفن بشكل عام.

– تكتب الشعر المنثور والخواطر حبذا لو نقتطف باقة من نتاجك؟

من عروسة الزعتر نقرأ:

 لم يعد يسعفني ألمي

 فجراحك فاضت عن حدي

 وشرايين نضبت من نزف

 وسأزرع عينييّ الزعتر

 لعرائس طفل لم يكبر

 يترصد أبواب الحبر

والقلم في يده يزار

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار