الوحدة 22-7-2020
خلال السنوات الأخيرة الماضية كثرت مدارس كرة القدم الخاصة، حيث تكاثر عددها وبشكل كبير جداً ولكن للأسف القليل منها يعمل بشكل جيد ومدروس وإيجابي كما هي الرؤى والاستراتيجيات التي تعمل عليها كرة القدم في الدول التي تعتبر كرة القدم صناعة.
للأسف الأغلبية من تلك المدارس ليست لها أهداف واضحة واستراتيجيات مدروسة أو تعمل بالشكل الذي يفترض أن تكون عليه تلك المدارس (الاكاديميات).
كما حال كرة القدم في الدول المتطورة (البرازيل وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا) وغيرها من الدول التي تتواجد وتعمل في أكاديميات كرة القدم بشكل احترافي صحيح وعلى أرفع المستويات وتكون استراتيجيتها ورواتبها وأهدافها واضحة للمتتبع لعملها وكيفية تهيئة الأطفال من مرحلة إلى أخرى لأسلوب علمي وعملي حديث حتى تتحقق أهداف تلك الأكاديميات وهي صناعة النجوم الكروية المحترفة.
حيث تتم برمجة الاعب الناشئ على نظام احترافي مضيف من ناحية نمط حياته ودراسته وأكله ونومه وأوقات فراغه سواء كان داخل أم خارج الأكاديمية المنسب إليها.
أين نحن من المردود الإيجابي؟
ولو عدنا قليلاً إلى المدارس الكروية العديدة الموجودة داخل وخارج المحافظة عندنا والتي لاقت انتشاراً واسعاً في سورية في السنوات الأخيرة ترى بأن الفائدة منها أو بالأحرى المردود بمعظم الأوقات ضعيف جداً وبالكاد نرى صعود نجوم من هذه المدارس من اللاعبين الناشئين الموهوبين حيث تستفيد منهم الأندية والمنتخبات الوطنية والتي باتت تخلو من المواهب الكروية الفذة إلا ما ندر!
ولعل مردود تلك المدارس وبشكل كبير هو العائد المادي فقط لأصحابها حيث أصبح مشروع المدارس الرياضية يدر على أصحابه المال الكثير وفي سنوات قليلة ومن المؤسف أن معظم المدارس الكروية الصيفية بالتحديد الموجودة بالمحافظة تفتقد لأبسط أمور وأبجديات البيئة التحتية لإقامة أكاديمية تكون بمستوى عال جداً من حيث توافر الملاعب الممتاز الملائمة والتي لا تعرض اللاعبين الصغار للإصابات السريعة وعدم توافر أخصائي علاج مؤهل لذلك والمدربون الأكفاء والمتخصصون الحاصلون على الشهادات العليا في مجال كرة القدم غائبون.
ضعف الإمكانات
ونظراً للإمكانات الضعيفة وقلة الحيل بهذه الأندية لندرة استثماراتها نرى عدم وجود قاعات مهيئة للمحاضرات النظرية وشاشات العرض والأجهزة الحديثة في تعلم كرة القدم والتي أضحت علماً قائماً بذاته وكذلك توافر وسائط نقل مناسبة للمشتركين والملابس الموحدة وأجهزة التدريب الحديثة والمتطورة وغرف التبديل … إلخ!
ومن المحزن أيضاً تفتقد الأكاديميات الموجودة للملاعب الخاصة ومعظم الملاعب الموجودة عندنا لا تتوافر فيها مقومات الملعب الحديث وإن وجدت فهي رديئة ولا تصلح حتى للتدريب لأن الغاية هي الربح المادي السريع دون النظر للشروط الأخرى.
ومعظم المدارس الكروية الصيفية ليس لديها مقرات تابعة لها وغير مهيئة بالكامل لكي تحظى بأن يطلق عليها أسم أكاديمية…!! وكلمة أكاديمية مسمى كبير وعنوان كبير لعشاق ومحبي كرة القدم إلا أنها مازالت لا تحظى باهتمام الكثير من القائمين على قرار كرة القدم السورية إلا ما ندر وفكرة الاكاديميات عندنا قد بدأت منذ سنوات ولكن هل سمعتم أن أحد من تلك الأكاديميات صنعت نجماً؟ أو حققت لقباً أو …
علي زوباري