التراث الشعبي ودوره في تعزيز الهوية الوطنية

الوحدة 16-7-2020  

 

 

 التراث هو حاصل جمع الناتج الثقافي للناس بما حفل من تطورات وما شهده من أحداث، أقام المركز الثقافي العربي في عين الشرقية محاضرة بعنوان (التراث الشعبي ودوره في تعزيز الهوية الوطنية) قدمها السيد نبيل عجميه المهتم والباحث في الموروث الشعبي .

قال السيد عجمية: التراث لا يتوقف عند نقطة معينة بل يمتد في حياتنا بكل تحولات الماضي واحتمالات المستقبل وفي الحقيقة ليس التراث معالم وصروح وآثاراً فحسب بل هو كل ما ورثناه من معطيات مادية ومعنوية تجسد تطور المجتمع من فولكلور وحكايا وممارسات اجتماعية ومهارات حرفية ومعارف تقليدية بالإضافة إلى تلك البقايا المادية والصروح الخالدة فهو نبع ثري لا ينضب من المعرفة ومصدر للطالة وجزء لا يتجزأ من الثقافة الشعبية والهوية الوطنية وإن أي أمة بلا ماضٍ لا حاضر لها ولا مستقبل. وأضاف : إن موضوع العلاقة بين التراث والهوية يكتسب اليوم أهمية متزايدة في ظل إشكالات الحداثة والعولمة الكاسحة والباسطة نفوذها على كل شيء يتجه العالم إلى طمس الهويات الوطنية للشعوب كي لا يبقى إلا ثقافة وهوية واحدة، تحدث السيد نبيل عن تراث الأجداد الذي تحدث عن  شطآن البحر وأشجار الجبال وشمس الدروب عن كدهم وتخبئ مروج العيون وساحات القرى ومنتجات البيادر صدى أصواتهم وتزهر على عتبات المنازل وتحت أشجار التوت والدوالي ألوان حكاياتهم ، وتنشد الدفء كنار الموقد في جنبات بيوتهم رهافة أحاسيسهم وقصص قلوبهم التي يتشبه غابات السنديان وعصافيرها. الفلكلور هو الهوية الإنسانية للشعوب المعبرة عن حياتها وحضارتها والمؤكد على وجودها قد يكون أغنية أو مقولة تلخص حادثة مرت وتناقلها الناس لأهميتها أو مقطوعة شعرية تصف لباسهم وتقاليدهم وأمثال اختزلت حوادث الدهر أو موالاً حزيناً يترجم معاناتهم وأغنيات تنضح بالألم والأمل . وتابع قائلاً : اليوم غابت تلك البيادر العامرة بكومات الحب وانتهت تلك الأعمال المرهقة التي كانت تمتد حتى تتدفق مزاريب تشرين على أسطحة البيوت الطينية. والحنطة والتبن على البيدر، غابت حكايا الجدات أدراج الريح وغاب معها نجومها ، وغاب امتحان الحزازير التي كان الأجداد يحاولون من خلالها تنشيط ذاكرتهم وعقولهم . لكلّ موسم طقوسه وتراثه الخاص به وأغانيه المميزة كموسم الحصاد الذي يبدأ منذ ساعات الفجر حتى غروب الشمس وتستمر لأسابيع طويلة وجميع أفراد الأسرة يتشاركون حيث تنتعش الآمال وكل شخص ينتظر الموسم لتحقيق هدف ما . أرض جدودنا وأرض بينا عمرها ما كذبت علينا عم نعطيها من تعبنا ومن خيراتها عم تعطينا وكذلك موسم الزيتون ومراحل قطافه وجنيه متعة حقيقة تثير في النفوس عبقاً أصيلاً وشذا غنياً برائحة التراب وسط مناخات وأجواء تعاونية مميزة وصوت الصبايا يرتفع شجياً. على دلعونة وعلى دلعونة زيتون بلادي أحلى ما يكونا زيتون بلادي واللوز الأخضر والميرامية ولا تنسى الزعتر وكيبيات السلق لما تتحمر ما أطيب طعما بزيت الزيتونا. ختم المحاضرة بالتأكيد على أهمية التشبث بالهوية التراثية والاعتزاز بها ضرورة ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى في ظل هذه الهجمة العالمية على تراثنا وحضارتنا.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار