الوحدة: 15- 7- 2020
لا خلاف بين السواقي والقصب.. ولا يُسأل المجرى إن فاض بمياه آسنة, أو بسلسل عذب.. وخلف الضمائر (صاحية كانت أم نائمة) قصص يكتبها الفرح أو يرويها الغضب…
نحاول أن نخلع ذواتنا بين الحين والآخر, أن نكون غير نحن, أن ننهي ما يجب أن يبدأ, وأن نعيد تكوين ما تلاشى, فتخوننا المقدرة, أو تغيب عنا الإرادة وفي كلتا الحالتين نمزق الورقة التي حاولنا أن نشاركها اختلاجات الفكر والحرف..
كأي متيم غيري, يعرف إلى أي سلالة عشق ينتمي, يبحث عن لحظة روح وصفاء, ينقّيها من (لعنات) السوق واضطرابات المشاوير, عن لحظة يرتشف فيها العشق من دورق أو من خابية نساها الزمن في زاوية ما, ويسأل نفسه أفي زمن مثل هذا الزمن يحق لنا أن نعشق, وأن ننتقي بديع اللفظ لنسكبه في أذن من نهوى..
كانت درجة الحرارة تقترب من (الـ 40) ولم يهن عليّ منظر شاب وفتاة ينتظران وسيلة نقل.. دعوتهما للركوب معي, وسرعان ما بادرني الشاب بالسؤال: هل تخبرنا بشقة صغيرة ورخيصة للإيجار.. إننا عريسان جديدان..
فتح السؤال الكثير من طاقات الوجع.. فكرت بأولادي, كيف سيتزوجون, كسف سيتدبرون أمورهم, هل سيعانون وهم يبحثون عن شقة.. عن تجهيز شقة.. عن فرش شقة… عن (محبس خطوبة) ليس بأقل من نصف مليون ليرة؟
لن تتوقف الحياة, ولن تتقاتل السواقي مع القصب, ولا مع ما يجري فيها, ولكن الأسئلة مرّة, والواقع المعيشي أمرّ, ولم يعد بإمكان الأهل (إلا نادراً) المساهمة في تهيئة أبنائهم للزواج لأن (الزير خاله) من يكفي أسرته حالياً بأساسيات العيش..
هي مجرد فكرة وقد تكون جزءاً من الحل ماذا لو دمجنا عشرات الجمعيات الخيرية في كل محافظة وأنشأنا صندوقاً يساهم بقدر معين في تيسير حالات الزواج, كأن يدفع لكل عروسين مليون ليرة لمرة واحدة ودون استرجاع, تساهم فيه الدولة أيضاً بنسبة معينة, ويصرف المبلغ خلال شهر من تسجيل الزواج بناء على صك الزواج ودون تعقيدات؟
يمكن أن تحوّل رسوم القضايا الأسرية (زواج– طلاق– تسجيل أولاد- بيانات عائلية– سندات إقامة) إلى هذا الصندوق لتشكل رافداً مالياً له بالإضافة للتبرعات, أو يمكن إصدار طابع بقيمة (100) ليرة لصالح هذا الصندوق..