الوحدة: 8 تموز 2020
يكبر حزني يزداد نمواً, ولكأنه يسقى من ماء مسلسل. ولا شيء في فمي سوى صديد الكلمات. ولكأن الماضي ووحل أيامي وجهامة غدي درب تتشقق على حوافيها قدماي. وأنا المرتقب ضوءاً حين يأتيني يأتيني غبشاً ولكم طال انتظاري للسماء أن تمطر في قلبي. ولكن؟ لاشيء إلا اليباب..
أمشي إلى كلماتي. كلماتي هي الوحيدة المازالت مطواعة- وإن حرنت بعض الأحايين – لكنها عندما أحتاجها تأتيني كما أشتهيها. أتركها تتجول في صحراء دمي وأودعها عناقيد من غبار وأشواك. ثم أمخر بها فيافي نائية .. وقد أحط بها على رياض يانعة هي كما أريدها.. في أية صورة شئت أركّبها. وإمّا أردت أن أخلع أصواتي أراها كما أبتغي وأشاء..
كلماتي توقظني أنّى شاءت . تحضر كراسي وقلمي, وتبدع القصيدة هي تفرحني وتحزنني تضحكني وتبكيني وأنا راضٍ عنها في أي لبوس جاءت.
إن مرت في بستان أزهرته.. وإن أعتم ليلها أضاءته تقحم العمر من باب إلى باب وهي أشبه بفلة على صدر نبع. يؤنسها كامل الأوصاف فتختلج مواجدها وتضوع على الشفاه تمتمات نافرات. لهفتها إلى إبداع القصيدة كلهفة الفجر إلى ضيائه يندى على لماها البيان..
وإني لأدعو أن تظللني برعايتها. وتكلأني بعباراتها. وأن تأتيني عندما أحتاجها مطواعة وليّنة العراك..
سيف الدين راعي