بطولاتنا موضع ريب فإلى متى؟

الوحدة 7-7-2020   

 

فاحت رائحة (شويط) البيع والشراء في أجواء الدوري السوري الممتاز لكرة القدم، وباتت العناوين كلها تتحدث عمن باع و واشترى، وتخاذل، وأعطى.

المسألة برمتها ليست غريبة عن دورينا، ولا تُعتبر مفاجأة لأي متابع بسيط، كما أنها ليست تخميناً، أو تنجيماً، بل واقعاً مستنداً إلى تاريخ (عريق) بالتلاعب، ورد الجميل، ولا شاهد على ذلك أكثر من قوائم العقوبات التي تعرض لها حكام، وإداريون، ورؤساء أندية، وحتى أعضاء اتحادات سابقة على مر السنين.

في هذا الواقع المرير، يواجه اتحاد كرة  القدم الجديد كماً هائلاً من الشائعات، ويقف حائراً أمام جملة من التسريبات، ويشاهد بأم عينه أخطاء التحكيم(غير المقصودة) ،فعلى أي جانبيه سيميل؟.

لو قرر اتحاد الكرة معاقبة كل حكامه المخطئين، لما وجد من يحكم باقي مباريات الدوري، فمعظم المباريات تشهد أخطاء كارثية تغير نتيجة المباريات، وتلعب دوراً حاسماً في تحديد المواقع على سلم الترتيب، ولو قرر اتحاد الكرة فتح ملف المعلومات ،وما يقال أنه حقائق دامغة عن عمليات التلاعب، لنُسف الدوري بأكمله، ووقعنا في دائرة عدم الأهلية أمام الاتحادات القارية والعالمية، ولكن اتحاد العميد حاتم الغايب يقف مربكاً أمام المجريات، ولا يبدو أنه قادر على تغيير عقلية من شب وشاب على خصال المحاباة ،والبيع والشراء.

يكاد المريب أن يقول خذوني…

يعترف اتحاد كرة القدم مع بداية كل جولة في الدوري الممتاز بهشاشة الجسم التحكيمي لديه، واستشراء الفساد في مفاصله، ويقدم لنا دليلاً دامغاً على عجزه، وعدم قدرته على ضبط النفوس الضعيفة، وإضفاء حالة من النزاهة على هذا الركن الأساسي من النشاط الكروي.

كيف لا، واتحاد الكرة يرتجف قبل إعلان طاقم التحكيم لأي مباراة ستخاض، وكأنه بهذا العمل يبصم بالعشرة على أن الإعلان المسبق سيؤدي بالضرورة إلى التأثير على الحكم، والوصول إلى دواخله كي يغير مسار النتيجة، ويظلم فريقاً على حساب آخر.

قد يقول قائل: إن هذا الواقع ليس وليد اللحظة، بل تراكمات عمرها عشرات السنين، وهذا الكلام في محله، ولكنه لا يتماشى مع مطالباتنا بالتغيير، واستجلاب أشخاص يملكون النية لضرب هذا الواقع، فما شهدناه حتى الآن من ردة فعل اتحاد الكرة تجاه الخروقات لا يدعو للتفاؤل بقدرة هذا الاتحاد على تصحيح مكامن الخلل، لأن الصنعة تدل على صانعها، وارتباك الاتحاد في مجمل القضايا التي عرضت عليه، يؤكد أنه عاجز عن مجابهة هذا الإرث الأسود إن أراد، ولا نعلم إن كان يريد؟؟؟!!!.

بعرض بسيط لعمل الاتحاد منذ تربعه على عرش الفيحاء، سنجد أنه يعيش حالة اضطراب واضحة، فمنذ تعاقده مع نبيل معلول لقيادة المنتخب الأول، وهو تحت قصف نقدي قاس بسبب توقيت التعاقد، والمماطلة التي حصلت آنذاك، فلم يمكث المعلول سوى سويعات، حتى جاء قرار إيقاف الدوري، والنشاط الكروي إثر جائحة كورونا، فبات المدرب الجديد كمن وقع على كنز ثمين، فهو يقبض معاشه بلا عمل، ويتنعم بآلاف الدولارات بلا أي مجهود، باستثناء مقطع الفيديو المضحك الذي أرسله للاعبي المنتخب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الاختبار الثاني لاتحاد الكرة كان مع أحداث دوري الدرجة الأولى، واعتراضات الأندية على تسجيل لاعبين كانوا مسجلين على لوائح أندية أخرى، وما لحق  هذه المسألة من استقالات لرؤوساء وأعضاء لجان كانت على صلة بالموضوع، مما يدلل على عدم الانسجام بين اتحاد الكرة ولجان هو من انتقاها ،وتحمل أعباء الهجوم على أسماء فيها.

الاختبار الثالث لاتحاد العميد الغايب كان استعادة النشاط الكروي، ومتابعة ما تبقى من مباريات الدوري الممتاز ضمن ضوابط وتعليمات محددة فيما يخص كورونا.

ما شهدناه حتى الآن يثبت أيضا فشل الاتحاد ومندوبيه إلى المباريات في ضبط المنصة الرئيسية، وتحديد الحضور المتفق عليه سلفاً، ففي بعض المباريات رأينا مئات الحاضرين بشكل غير قانوني ولا يتناسب مع تعليمات الاتحاد، ومباراة بعد أخرى بدأ العدد يتزايد، وبدأ الحضور يتوزع على المدرجات بلا أي رادع، أو قرار انضباطي من اتحاد الكرة الذي يلقي بالمسؤولية على اللجان التنفيذية في المحافظات، ويعتبرها المسؤولة عن ضبط الحضور، ولكنه يتجاهل أنه يملك القرار بعدم بدء المباراة إلا بشروطه التي تقضي بوجود أعداد محددة بلوائح مسبقة.

هذه الاختبارات تضعنا اليوم أمام تساؤل حول إمكانية الاتحاد الحالي في ضرب معاقل البيع والشراء، أو فتح تحقيق على الأقل في التسريبات التي انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل، فهل يملك اتحادنا الكروي الجرأة لاتخاذ القرار المناسب؟، وهل يستطيع نبش الصفحات السوداء لسماسرة الدوري من حكام ،وإداريين، ومدربين؟، أم أنه سيتجاهل الأمر، ويترك باقي المباريات تسير إلى النهاية كما يرسمها خفافيش الدوري السوري،وأسياد تخريبه؟.

العميد الغايب مطالب اليوم بفتح الباب على مصرعيه، وكشف حقيقة كل ما يشاع وينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وإلا سنضطر لاعتبار الغموض ،وعدم البوح بالحقيقة قبولاً بالواقع، وشراكة فيه (بلا ريب).

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار