المرأة المتسلطة.. عندما تنقلب الأدوار داخل المنزل.. نفّذ ثم اعترض!

الوحدة: 6- 7- 2020

 

 

يذكر أحد الازواج حين تعرف إلى خطيبته التي أصبحت فيما بعد زوجته كانت تعني له مثالاً للحنان والمعاملة الطيبة وقد بقيت كذلك طوال فترة الخطبة ولكن الأمر اختلف تماماً بعد الزواج..

فلم تعد زوجته مثالاً لأي شيء جميل .. بل أصبحت كالقائد العسكري الذي يفرض أوامره على جنوده من دون أي فرصة لتبرير الأسباب وعلى طريقة نفّذ ثم اعترض ولكن الزوج يعترف بأن لا مجال لتراجع الآن بعد أن أصبح لديهما طفلان لا يقوى على تركهما لوالدتهما المتسلطة.

من المعروف أن تكوين المرأة النفسي يجعل منها مصدراً للعاطفة والحنان وعندما يتعرف الرجل إلى المرأة يتصادقان ويحبان بعضهما بعضاً ويقرران في كثير من الأحيان الاستقرار و إكمال مشوار الحياة معاً عبر الزواج إلا أن طبيعة الحياة الزوجية لابد أن تكشف لكل منهما عيوب الطرف الآخر ونمط تفكيره وغالباً ما يحصل الصدام حين يكتشف أحدهما في وقت متأخر عدم قدرته على إكمال المشوار مع الطرف الآخر.

قد يكون من المقبول أن يفرض الرجل شخصيته على زوجته ويعد هذا الأمر طبيعياً في كثير من المجتمعات حتى أن المرأة نفسها في كثير من الأحوال تقبل ذلك وتفخر بأن زوجها يفهمها وتعدّه (رجلاً بكل معنى الكلمة) لكن المعادلة تنقلب إلى عكسها في حال كانت المرأة هي التي تملك مفاتيح شخصية زوجها وهذا غير مقبول خاصة في المجتمعات الشرقية ففي ظل هذه المجتمعات التي تصنف تصنيفاً ذكورياً لا يزال الرجل هو رأس المرأة وبالتالي رأس المنزل ولا يقبل بتاتاً أن يظهر له منافس في البيت حتى ولوكان المنافس زوجته شريكة حياته.

والمرأة في هذه الحال سوف تعرف كيف تستغل تلك المفاتيح في الأوقات المناسبة التي ستكشف بها ضعف زوجها وهو ما سينفعها لتغيير أسلوبها معه لتبدأ بممارسة دور الزوجة المتسلطة.

ولابد من ذكر بعض النساء اللواتي على الرغم من عدم ارتياحهن لشخصيات أزواجهن الضعيفة إلا أنهن يتلذذن بالسيطرة عليهم وجعلهم كالخواتم في أصابعهن وهن في قمّة السعادة وأزواجهم لا يستطيعون أن يبدوا استياءهم خوفاً من غضبهن لكن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد فبعض النساء تحكمهن خارج البيت ليرى الجميع أن الزوجة هي المسيطرة وإن الكلمة كلمتها لدرجة أنها لا تعطي لمشاعر زوجها أي أهمية عندما تسخر من آرائه أو تنتقد تصرفاته أمام الآخرين إذ أن المشكلة تعود إلى التربية الخاطئة للمرأة المتسلطة فالطفلة في مراحل عمرها الأولى تكون مدللة وتتشبث برأيها وقد يطيعها الوالدان وينفذان ما تريد ثم يتطور الأمر إلى أن تصبح شابة ليتحول بعد ذلك إلى سلوك يومي يرافقها في حياتها اليومية وعلاقاتها ثم ينعكس على زواجها وقد يكون الأمر تقليداً للأم فالمرأة التي نشأت وترعرعت في بيت تتحكم فيه الأم تحاول أن تتبع الأسلوب نفسه في بيتها مع زوجها بل ربما تختار عن قصد زوجاً ضعيف الشخصية كي يحقق لها ما تريد أو ربما أن الشعور بالنقص من أهم العوامل المؤدية للعناد وقد يكون هذا الشعور لدى المرأة قبل الزواج نتيجة المعاملة الأسرية التي لا تتسم بالاحترام والتقدير وبث الثقة بالنفس وقد يكون وليد ظروف الزواج فضعف الرجل أمامها ومحاولته بذل الجهد لإرضائها وكسب حبّها بالخضوع لكل طلباتها على حساب كرامته أحياناً.

كل تلك الأسباب جائزة لكن يبقى الأمر أن علاقة كهذه بين الزوجين مصيرها الفشل الأكيد ذلك أن معظم النساء يرغبن بالبقاء مع رجال أقوياء الشخصية يفرضون هيبتهم على من حولهم وهذا ما تحاول معظم النساء إيصاله إلى أزواجهن عبر نهرهم أمام الآخرين لتوصيل رسائل مفادها أنهم ضعفاء الشخصية عسى أن تتحرك مشاعرهم ورجولتهم ويستعيدون هيبتهم التي ضاعت أو ينتهي الأمر بالطلاق وهي النهاية الطبيعية لكل علاقة زوجية لا تقوم على المحبة والاحترام من كلا الطرفين..

أخيراً.. تتسبب المرأة المتسلطة بالقلق داخل البيت وخارجه ودائماً ما يكون الجو من حولها مليئاً بالكثير من الجدل والشجار لأنها تحب أن تفرض رأيها بأسلوب أكثر شراسة وهذا ما يجعل منها امرأة يتجنبها كل من حولها حتى زوجها الذي يعرف شخصيتها جيداً وكيف يتعامل معها والمرأة المتسلطة تحرم نفسها من العيش في جو أسري فيه نوع من المرح لأن الجميع يتجنبها حتى أولادها ينفرون منها ويتفق الجميع على أن المرأة المتسلطة هي نتيجة لطريقة والديها في التربية في أثناء طفولتها ويبدو ذلك واضحاً بنوع خاص أما نشأة الفتاة في جو تعتمد فيه على من حولها لتأمين طلباتها من  دون أن تبذل أي جهد فتتربى على عدم الإحساس بالمسؤولية الحقيقية وقيمة المجهود الذي يبذله الآخرون من أجلها..

لمي معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار