الوحدة: 6- 7- 2020
الكاتب القصصي محسن يوسف، يعد أحد أبرز أعلام القصة الحديثة السورية، والعربية، ولد في اللاذقية عام 1939م، ليصبح فيما بعد عضواً مؤسساً في اتحاد الكتاب العرب في سورية (جمعية القصة والرواية) متقاعد حالياً.
بدأت رحلته مع القصة القصيرة منذ سنوات الشباب الأولى، فكتب بعص القصص في مرحلة البدايات، التي نشر أغلبها في الدوريات الإعلامية الصادرة آنداك، وقد صدرت له فيما بعد العديد من المجموعات القصصية، التي رسخت حضوره في عالم القصة القصيرة، أبرزها: وجوه آخر الليل، معرض صور، عالم المواطن م، الطريق الطويلة، الطيور، أحزان تلك الأيام، الوقوف على الرؤوس، اعترافات فارس الزمان …. وثلاث روايات، هي: (الذي غير وجه التاريخ، أحزان تلك الأيام، الجنون العظيم).
وفي مجال قصص الأطفال، صدرت له بعض المجموعات، منها: الأيام الرائعة، رحلات السندباد العجوز، طريق إلى الأرض الحرة، حكايات عن العصافير، شمس فوق المضيق، والسمكة الذهبية، التي عرضت كشريط سيناريو للأطفال من إنتاج التلفزيون العربي السوري عام 1996وفي مجال الدراسات الأدبية، صدرت له عدة كتب، منها: الظواهر القصصية عند العرب، والقصة في الوطن العربي، ونحو ملحمة روائية عربية، والمرأة في الكتب المقدسة.
كما صدرت بعض الدراسات الأكاديمية الجامعية من رسائل الماجستير والدكتوراه، حول جوانب بعض أعماله القصصية، منها: (تحولات القضايا الوطنية والقومية في قصص الأديب محسن يوسف، المرأة في قصص محسن يوسف)، وترجمت بعض قصصه إلى لغات عالمية عدة، هي: الروسية، والصينية، والإسبانية، والإنكليزية، والفرنسية، والأرمنية …
فازت الكثير من قصصه في جوائز متقدمة، منها جائزة مجلة (الموقف الأدبي)، التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب في سورية، وذلك عن قصته: (الستائر السوداء)، وعربياً، فازت قصته ( تغريبة القرن العشرين) بجائزة مجلة الثقافة العربية، التي كانت تصدر في ليبيا.
وكتب العديد من الزوايا الأدبية في بعض دوريات الصحف السورية، أهمها ما نشر له في الزاوية الرئيسة (وقال البحر) لصحيفة الوحدة، خلال الأعوام الأولى من صدورها.
الوحدة تسلط الضوء على تجربته الفنية في المجال الإبداعي عموماً، وعلى وجه الخصوص القصة القصيرة، فضلاً عن رؤيته المتمايزة في رصد ملامح خصوصية مراحلها الفنية المتنوعة عبر الحوار التالي:
– لنبدأ مع بدايتك القصصية، كيف انطلقت وتبلورت في عالم الكتابة الإبداعية؟
بدأت منذ طفولتي بقراءة التغريبات، والزير سالم، وكل حكايات التراث العربي، وانطلقت في كتابة القصة القصيرة، منذ كنت في السابعة عشر من عمري، حيث نشرت قصصي آنذاك تباعاً فيما بعد، بدءاً من مجلات (الرقيب، والدنيا والجندي) في سورية، وصولاً إلى (الأدب) في لبنان، و(الثقافة العربية) في ليبيا، ومجلة (العربي) الكويتية، وأكثرها لم تنشر في مجموعات قصصية، لأنها كانت ترجع إلى مرحلة البدايات.
– تراثنا العربي زاخر وغني جداً، وكما يبدو للمتتبع استلهامك للتراث العربي إبداعياً.. إلى أي حد وظفت هذا التراث الرائع في أعمالك الإبداعية؟
جميع أعمالي نابعة من التراث، وتستند إلى محاسنه، ومن هذه الأعمال: قصة (تغريبة القرن العشرين)، التي فازت على مستوى الوطن العربي، وكان الحكم فيها القاص العربي الكبير الدكتور يوسف إدريس، ودراسة الظواهر القصصية عند العرب، التي تناولت فيها الكثير من حكايات هذا التراث التاريخي العريق والأصيل.
وحتى في أعمالي القصصية للأطفال، تناولت فيها شخصية السندباد، وهو ليس المقصود به السندباد القديم، وإنما هو الذي يتحدث عن وصول العرب إلى الأندلس، وعموم أوروبا القديمة، وصولاً إلى الصين.
– أين تجد نفسك محلقاً أكثر في القصة أم الرواية أم الدراسات؟
أرى نفسي في جميعها، لأن جميع النصوص الأدبية في القلب، وأمارسها بكل المحبة، نتيجة إعجابي وحبي، وعشقي للغتنا العربية الجميلة.
– ما موقفك الإبداعي والنقدي من حركة القصة الحديثة في سورية؟
تحدثت عنها في كتابين، هما: القصة في الوطن العربي، و ظواهر قصصية عند العرب، نشرتهما في ليبيا.
والقصة السورية، بدأت بكتابات الرعيل الأول، منهم: فؤاد الشايب، وعبد السلام العجيلي، وعلي خلقي وكانت إنتاجاتهم في البدايات بسيطة، و لكن مع الزمن مرت القصة السورية بمراحل فنية متقدمة، حتى وصلت مكانتها المناسبة، وبرزت لدينا أسماء رائدة في اتجاهاتها الفنية المتنوعة، وصولاً إلى الأجيال الإبداعية المتعاقبة التي تلتها، وفي كل مرحلة لها العديد من المزايا الخاصة الموسومة بها، والتي تميزها عن سواها من قصص أجيال أخرى.
ففي الستينيات، والسبعينيات، والثمانينات بلغت القصة السورية أوج ذروتها الفنية، خلال تلك العقود الثلاث الماضية، حيث تطورت تجربتها من حيث استخدام التكنيك الفني القصصي الحديث، فضلاً عن أنها احتضنت هموم الإنسان ورغباته وطموحاته.
– القصة الطفلية (قصص الأطفال)، هي أحد فنون الأدب، لماذا أوليتها اهتماماً خاصاً في كتاباتك، وحجزت لها مكاناً كبيراً في إصدارتك؟
لأن بيتي كان مملوءاً بالأطفال، وأغلب القصص تحمل أسماءهم، وكوني أحب الأطفال أردت أن أعالج الخرافات الموجودة في المجتمع من خلال قصصي عن الأطفال، لأنهم عماد المستقبل، وسيغدون شبابه الذين يبنون وطنهم بشكل متميز، فنحاول أن نزرع فيهم زرعاً جيداً، لنحصد ثمراً يانعاً في المستقبل.
فمن الخطأ، أن نزرع بعض أفكار الحكايا الشعبية المتوارثة في ذهن الطفل، مثل: اصطياد سمكة يوجد بداخلها سمكة ذهب، بل على العكس نعلم أطفالنا العمل وصيد السمك لأنه هو الذي يجلب لهم المال لشراء الذهب.
ولذلك كانت قصة السمكة الذهبية التي مثلت مسرحية، وكان من أبطالها: الفنان زهير رمضان، و الفنانة أمانة والي، وغيرهما …
– أخيراً، لنتوقف عند أهم مشروعاتك الأدبية الجديدة، التي تشتغل عليها حالياً؟
ثمة مشروع لتعليم اللغات، منها: الفرنسية، والإسبانية، والروسية… وذلك ضمن حكايات للأطفال، فكل حكاية فيها لغة ما، بالتوازي مع عشرات المجموعات القصصية للكبار، التي كانت قد نشرت متفرقات في الصحف والمجلات.
الحسن سلطانة