الوحدة: 6- 7- 2020
بعض الناس ذمتهم تسرح فيها الخيول وليس الخيل، ومع ذلك يدّعون أنهم وحدهم أصحاب الذمة والضمير.. تتسع بطونهم لابتلاع المحيط، ويتظاهرون بأنهم أنقى الأنقياء.. أولئك هم المخادعون الذين لم يعودوا يخدعون غير أنفسهم.
وما أكثرهم من حولنا، فنرى البائع في مخزنه يحلف أغلظ الأيمان بأنه لا يربح إلا اليسير، على عكس من بائعي السوق.
ونرى بائع الحلويات يفاخر بإنتاج حلويات من الصنف الممتاز وبأنه يضع فيها مواداً ممتازة غالية الثمن، محاولاً بذلك تغطية فرق السعر بين حلوياته وسعر التموين.
أما بائع الحليب الذي يظل يتباهى بضميره الحي الذي يردعه عن غش الحليب، نراه يبيع حليباً يكتشف كل عارف تعرضه للغش، والأهم من ذلك أولئك الذين يدّعون الموهبة والعبقرية وسعة الخيال، ورشاقة أسلوب الكتابة، وما هم في الحقيقة غير ناسخين، سارقين لكتابات غيرهم، ومقلدين لهم من الألف إلى الياء دون ابتكار، ومع ذلك يرمون غيرهم بالطوب!
كل هؤلاء نسوا أو تناسوا مقولة: إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف بيوت الآخرين بالحجارة.
رفيدة يونس أحمد