الوحدة 28-6-2020
للطبيعة في تكوينها تنوع وتلاوين, تلوننا معها, فترسم أشكالاً عديدة لملامحنا ولأفكارنا ولعقولنا, حيث أنتجت بشرية تعددت الأهواء والأمزجة فيها كثيراً، وصار الذي يجمعنا يحمل قواعد وقوانين نتأطر بها بتكوينات وهياكل ننطوي تحت ألويتها, تُشابهنا في تصوراتنا وآمالنا وأحلامنا، هذه التكوينات قد تكون أوطاناً أو أقاليم أو قوميات أو إنسانية شاملة في بعض وجزءٍ, وقد تكون بعض هذه التكوينات ذات نطاق صغير تلمّها مجموعة من البشر, تحمل صبغتها التي تعرّف بها عن نفسها.
أنشأتْ العديد من الأنشطة والفعاليات فيما سميّ المجمتع المدنيّ الذي حمل خصوصيات وهويات ضمن الحركة البشرية التي تمايزت صفاتها كثيراً عبر الزمن, لكنه في كل خطوة وتكوين يرنو لأحلامه الإنسانية الشفافة في أهدافها المختلفة, وحيث إن سورية بأصالتها كانت السباقة في العالم بحيوية مجتمعها المدني وحركته الدؤوبة والتي أنتجت العديد من الجمعيات الخيرية والثقافية عبر الزمن.
(جمعية مواهب) هي جمعية سورية حديثة النشأة, لكنها تحمل كل الملامح السورية الأصيلة, في محاولة متجددة لصقل المواهب السورية واحتوائها وتشجيعها, قام بتأسيسها عدد من المثقفين السوريين في مرحلة حزينة في تاريخ سورية, حيث عملت دول عدة من العالم على بثّ التفرقة والسموم لتلد حرباً على سورية لا تشبه أي عدوان, لكن الأصالة السورية الدائمة العمل على المحبة, عاودت في كل يوم إصرارها على نبض الحب الذي يماثل هذه الأرض ويحتويها.
(جمعية مواهب) قام بتأسيسها مارك سهيل محمود حيث تمت الموافقة على قيام الجمعية بنشاطها بقرار حمل الرقم (٣٢٩٩) تاريخ 26- 9- 2009م ومارك محمود شاب سوري مثقف ومتميز وببطاقة تعريفية هو من مواليد ١٩٨٨ من قرية حمام واصل في ريف الساحل السوري, وهو طالب حقوق بجامعة تشرين يكتب النص المسرحي والتلفزيوني والمحكي والنثري ولديه عدة أعمال مسرحية هي (عهد الوفاء للجولان الحبيب – قطرة – أحمد النازح- تعليمات من فوق – المسرحية – الممرضة) وهي من تأليفه وإخراجه تمّ عرضهم في المراكز الثقافية في ريف دمشق ومحافظات عدّة وما بين عامي 2006- 2009 ترك خشبة المسرح لخمس سنوات قضاها مع رجال الشمس في الجيش السوري حتى استشهاد شقيقه الوحيد (ساري محمود) عاد بعدها إلى المسرح في أعمال عدة منها (لن ننساكم، شهيد الوطن، منحبك يا وطن) تم عرضها في أغلب المحافظات السورية ولديه ثلاثة أفلام كوميدية (إيمت بدك تجي تخطبني – زيت وملح- فرصة عمل) وفيلم قصير بعنوان (عمو الموت) طبعاً هنا المقصود الموت ليس لسورية, كما أنه يكتب الشعر وشارك بعدة مهرجانات شعرية ومسرحية والكثير الأمسيات, ونشر في عدة صحف ومجلات عربية وعالمية وفي جعبته مجموعتان شعريتان مطبوعتان بعنوان (غرك حسن جسدك) ومجموعة باللهجة المحكية (حكاية وطن), تمّ تكريمه من عدة جهات تعنى بالمجال الثقافي والأدبي, حول جمعية مواهب ونشاطاتها وآمالها كان لنا حوار:
– كيف بدأت فكرة إنشاء جمعية مواهب ومتى تم تأسيسها؟
نحن مجموعة من الأصدقاء منا الكاتب والمخرج والممثل والمصور، اجتمعنا في عدة أعمال فنية وثقافية وحققنا نجاحاً واسعاً, الفكرة لم تكن في البداية قائمة على إنشاء جمعية بل كان الهدف توحيد طاقات الشباب المبدع ودمجها مع ذوي الخبرة ممن هم أكبر سناً وتوجيهها لنصل إلى الجوهرة وهي الطفل الموهوب كي نساعده على صقل موهبته وتنميتها تنمية صحيحة لذلك كان علينا أن نجد الطريق الأسهل والأنسب لتحقيق الغاية المنشودة من هنا نشأت فكرة الجمعية وقمنا بإرسال طلب إلى الجهات المعنية من أجل الحصول على ترخيص للجمعية.
– لماذا اخترتم اسم مواهب للجمعية؟
سورية وطن المواهب ويوجد الكثير من القامات الوطنية الذين استطاعوا بمواهبهم حمل رسالة المحبة إلى كل العالم فهم عملوا بجهد على صقل مواهبهم حتى وصلوا إلى الاحتراف من هنا جاءت التسمية مواهب الأطفال والشباب وحتى الكبار الذين يملكون مواهب كالرسم مثلاً ولم يقوموا بصقل مواهبهم والعمل على تشجيعهم ليتسنى لهم تحقيق أحلامهم.
– بماذا تعنى الجمعية، وما هي أهدافها؟
الجمعية ثقافية فنية رياضية مجتمعية تعنى بكل ما يخص المواهب والأدب ورعاية هؤلاء تحويل أفكارهم النيرة إلى أعمال ومن ثم عرض هذه الأعمال للجمهور.
أهدافها: رعاية المبدعين ودعم الإبداع، رعاية ودعم الأدباء، نشر وتعميم ثقافة الفعاليات الثقافية، توثيق ثقافة وهوية المجتمع.
– كم عدد أعضائها، وعدد المنتسبين؟
عدد المشاركين بالتأسيس ( 11) وهم مجموعة من الشباب الواعد الذين حققوا نجاحات بمجلات عديدة منها التأليف والإخراج والتصوير والرسم وباب الانتساب مفتوح أمام الجميع ليكونوا متدربين ضمن برنامج عمل الجمعية أو مدربين ليقوموا بنقل تجاربهم وخبراتهم إلى الأجيال القادمة.
– ما هي المجالات المختصة بها؟
الثقافة، الرياضة التسلية والآثار وسنقوم بطرح دورات تدريبية وورشات تفاعلية وندوات مع جميع الأعمار لنصل معا إلى ما يحتاجه المبدعون كي ينطلقوا وتبصر إبداعاتهم النور خاصة الصغار وسنعمل على تهيئة البيئة المناسبة لهؤلاء والتنسيق مع أسرة الموهوب ومع المدارس أيضاً.
– ما هي الصعوبات التي عانيت منها؟
الصعوبات أن نظام عمل الجمعيات يعتمد على موارد التمويل الذاتي من الأعضاء ورسوم الانتساب أو التبرعات وفي ظل الغلاء الحالي خاصة في أجار العقارات طالما أن أغلب مقرات الجمعية العاملة ليست ملكاً نأمل من الجهات المعنية تأمين مقرات ضمن الأبنية الحكومية بأجور رمزية .
– ما هو المأمول للمستقبل القريب والبعيد؟
للمستقبل القريب نحن وضعنا خطة وبرنامج عمل للجمعية نأمل أن نوفق به لنضع نتاج عملنا مباشرة أمام الجمهور السوري الذواق لكل أنواع الفن, أما عن المستقبل البعيد فنرجو من الله أن يستمر عمل الجمعية وأن تكون داعماً كبيراً لجميع من يحتاج الدعم في كل المجالات الثقافية والفنية وأن نستطيع خلق جيل مبدع جديد يكمل مسيرة العطاء من بعدنا ويكون قادراً على إدارة وقيادة نفسه والمجتمع.
سلمى حلوم