ضحايا عنف هذا الزمان…

الوحدة 24-6-2020

 

العصر الحالي عصر العنف، عنف الأفكار واللغة والرؤيا والايديولوجيا والحياة والإنسان جزء أساسي من التكوين الاجتماعي وهو الفاعل فيه، ومن أهم العوامل المؤدية للعنف خصائص الأفراد النفسية والسلوكية ومظاهر التغيير الاجتماعي والثقافي الذي تشهده المجتمعات المعاصرة وانتشار القيم المادية وقيم المصلحة الشخصية ووضعها فوق كل اعتبار، حيث تسهم التحولات الاقتصادية في خلخلة النظم التقليدية الضابطة للسلوك الفردي والاجتماعي.

العنف ظاهرة مرتبطة بالبشر ويزداد انتشارها في المجتمعات الحديثة، وعندما تقدم عليه مجموعة كبيرة يصبح ظاهرة شاذة يستوجب تحليلها والوقوف عندها وبعض أشكال العنف باتت منتشرة ونعترف بوجودها كجزء من حياتنا اليومية حيث يتجدد شكل العنف حسب إرادة الفاعل ووعيه لطبيعة السلوك الذي يمارسه، والإنسان العنيف همجي في تصرفاته يرفض الخروج من ظلام غبائه بالهياج والتصرفات الخارجة عن المعايير والمنطق والقسوة في التعامل في المنزل ومع الزوجة والأولاد والتخويف والاستغلال الجسدي والتخويف والنقد اللاذع والاتهام والإذلال والتهديد والمطاردة والبلطجية والتنمر يطارد الناس لإيذائهم وإلحاق الضرر بهم ، وهناك القسوة مع الحيوانات كونها عاجزة وغير قادرة على الاستجابة بشكل فعال ضد البشر الذين يتفوقون عليها بالناحية العقلية والشخصية والتكنولوجية، ويمكن تشبيهها بالأطفال الصغار وتمثل الشكل الأكثر بدائية للضحية كونها لا تفهم ما يجري حولها وتوجهها غريزة البقاء دائماً.

التكرار المفرط والدائم للعنف يجرّد الإنسان من إنسانيته، وعلينا تطويق أعمال العنف التي تحصل بين الأفراد في المجتمع المعاصر ومتابعة الأبحاث والدراسات التي يمكن أن تساعد وتقلل حوادث العنف والمشاكل والإشكالات بين الناس.

معينة أحمد جرعة

         

تصفح المزيد..
آخر الأخبار