الوحدة 22- 6 -2020
إلى المحبة التي تجمع القلوب, إلى الأمان الذي فقدناه ولابد أن يعود, إلى كل قطرة دم نزفت من شرايين الوطن, إلى الأم سورية التي أحبت كل أبنائها.. بهذه الكلمات المعبرة قدم الشاعر قاسم جميل أحمد ديوانه الشعري: (سلافات محترقة)، الديوان عبارة عن كتاب من القطع المتوسط تضمن أبواباً عديدة حملت عناوين مختلفة هي على التوالي: طائر الفينيق, أرجوان الشهيد, خمر المعاني, نافل الوجد, الناي المجرح, جذوة, قبس, بوح, سلاف اللمى, جنى النحل, الكهف وحسان الشاطر, الجراحُ فم, شمس قيبور, حكاية, هي هكذا تبدو, صروف الدهر, بغداد مرايا وشظايا, تعويذة, بوح الياسمين, ومن الجدير بالذكر أن للشاعر دواوين أخرى منها (بشير النصر) (معراج العشق) (وكنت وحدك) ومن الباب الأول الذي حمل عنوان (طائر الفينيق) الأسطورة الباقية في الوجدان والخيال, رمز النهوض من الصعاب والمحن اخترنا المقطع المعبر التالي:
وإذا الجداول بالوحول تكدرتْ
راقتْ
وسلسل ماءها الينبوعُ
والشمسُ إن غربت
وأعتم ليلنا
فلها مع الفجر النديّ
طلوعُ
سيذوب عن وطني الجليدُ
وفي غدٍ
سيعيدُ دفء الشمس منه سطوعُ
هو طائر الفينيق ملعبه السَّنا
بالنار لا يخُشى عليه
وقوعُ
ويبقى (للناي المجرح) حضوره الآسر في الروح والنفس, وقد كتب الشاعر في هذا الفصل مقاطع ذات دلالات مميزة مؤثرة في النفس الإنسانية وقد اقتطفنا منه ما يلي:
بنجواهُ نوحٌ
لا يبوح
به الدمعُ
ورجعُ صدىً
باقٍ
يردده السمعُ
وقد عبر الشاعر في أحد فصول ديوانه المذكور عن غياب المحبة والمودة بين الناس ضمن مقطع صغير بعنوان (بوح) ومنه ما يلي:
اليوم
لا صحبةٌ تصفو
ولا رحم
فانع المودة
واندب
أيّها القلمُ
ومن (أرجوان الشهيد) الأبيات التالية التي عبر فيها عن حبه لأرضه ووطنه الغالي:
هي الشامُ شمسٌ لا تغيب ولم تزلْ وأقسم عنها خافقي ما تغيبا
تزفّ لنا الأمجاد موسم غلّة كزيتون هذي الأرض أخضر طيبّا
وتبقى بعمر الياسمين فتية فلا الخطب أعياها ولا الدهر شيبا
يضيء على الدنيا سناها فنورها إلى كل أطياف الجمال تسربا
شربنا كؤوس النصر من يدها فما ظمئنا ولا أشهى مذاقاً وأعذبا
وبالانتقال إلى الوجدانيات نرى الشاعر في (نافلُ الوجد) يصدح بأجمل الأبيات الشعرية المعبرة ومنها:
ما كان قلبي بأسرار الهوى يفضي لولا أريق نزيف الدمع والنبض
ما كانَ يعرف طعم العشق قبلُ ولا حر الصّدود ونار الحب والبُغض
لولا سكنتِ به ما كان ذاب جوى ولا تنهد شعري في شذا الروض
لكِ الدموعُ ونبضُ الخافقين على مدى الليالي نزيفاً جرحُه يمُضي
لولاك أنتِ بأقصى الروحِ ساكنهً ما كان قلبي بأسرار الهوى يُفضي
ندى كمال سلوم